كان الصيف ولا يزال موسم عمل وإنتاج، بل هو في عرف الزرّاع أحب المواسم؛ لأن فيه حصاد زروعهم ونضوج ثمارهم، لكن بعض الناس تغيرت نظرتهم إلى الصيف فأصبحوا لا يرونه إلا بمنظار الاسترخاء والخمول متعللين بما فيه من الحر الشديد والفراغ الكبير، متناسين أن الفراغ فرصة ينبغي علينا اغتنامها، ناهيك عن أنه نعمة بنص الحديث الصحيح الذي يقول:
«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».
وحملت السنوات الأخيرة معها مزيداً من الوسائل التي سهلت للبعض مهمة قتل الوقت، تحت دعوى الترفيه، ومن هنا وُلد الإدمان على مشاهدة الفضائيات سواء داخل البيوت أو الاستراحات أو حتى المقاهي، فتأخر وقت الخلود للنوم إلى ما قبل الفجر، وتأخر معه الاستيقاظ الذي قد لا يحصل إلا قبيل المغرب، وأحياناً بعده، مما فوّت على أصحاب الفضائيات أداء واجباتهم، وعلى رأسها واجبهم الديني المتمثل بأداء الصلوات في أوقاتها. هل قدوم الصيف يعني انفلات المرء من الضوابط في سلوكه وعمله؟ كيف نقضي الصيف؟ سؤال يتردد كل صيف على ألسنة الجميع ولا سيما الشباب حيث تتنوع طرق الإفادة من موسم الإجازة لتحقيق أكبر الفوائد في حين لا تزال فئة من الشباب تصرُّ على التعامل مع الاجازة بمنطق «تقطيع الوقت» أو قل تضييعه.

اديب شقير/
الشباب كما نذكر في كل مقال هم عماد الوطن والركيزة الاساسية فيه، وهم امل الامة وحاضرها ومستقبلها، وكل اسرة في اردننا العزيز تهتم بتربية ابنائها منذ نعومة اظفارهم، وتهتم بسلوكهم الاخلاقي وتوجيههم وارشادهم، وتنشئتهم على حب وارضاء الخالق سبحانه وتعالى، وعلى حب وطاعة الوالدين، وعلى الولاء والانتماء للوطن، وعلى معاملة الناس على اختلاف الوانهم واطيافهم معاملة حسنة لان الدين هو المعاملة ووهو يحثنا على ذلك، ويدعونا الى الابتعاد عن الفواحش والمنكرات، واللجوء الى عمل الخير بما فيه مساعدة الفقراء والمحتاجين، واكرام الضيوف، واحترام الكبير، والعطف على الصغير، والرحمة باليتيم، واغاثة الملهوف، والتعاون مع افراد الاسرة وابناء المجتمع وبما يعود على الوطن بالفائدة والخير والمنفعة.
ونحن كشعب متماسك ومتضامن، لنا اهداف مشتركة وغايات نبيلة، ونعتز بشبابنا العاملين في جميع المجالات والميادين، ونقدر تعبهم وظروفهم المادية وسنوات الدراسة المستمرة وكذلك سنوات الكفاح والعمل الجاد، ايضا نحن نراعي احوالهم الاجتماعية والنفسية، فالحياة فيها المتاعب والمصاعب وليست الطريق أمامهم مفروشة بالورود والرياحين والياسمين، فالحياة تتطلب الصبر والثبات والارادة الجبارة والعمل البناء والعزيمة الصادقة والنية الحسنة واهم من هذا كله مخافة الله والحرص على نيل رضاه ومحبته وغفرانه.

بصائر/
بينما يقفز العالم إلى الأمام، وتتسابق أمم الأرض في الإنتاج، ويغلي المرجل كي يولد عطاء جديد، إذ بنا نرى في أمتنا ما يجرح القلب ويدمي العين والرّوح.
كلمَّا مشيت في شارع من شوارع مدينة عربية أصيلة ترى شباباً في عمر الورود يسيرون على غير هوى، سعيهم مجهول، وأملهم مقتول، ما يحلمون به هو اللّذة في وقتها، ولو كانت  نتيجتها البوار ونهاية الألم والدَّمار، وكأنَّ لسان حالهم يقول: هي اللحظة ويجب أن نعيشها مهما كانت العواقب، فالمهم هو السَّاعة التي أنت فيها !!!
الحلال والحرام، والطَّاعة والمعصية كلمات لها معان، لكنها ليست ضمن قواميسهم، أو مفردات حياتهم، إنَّها الحياة بلذتها ومعصيتها وفقط.
نعم .. هذا هو حال الكثير من شبابنا هذه الأيام، يدرسون ويعملون والنتيجة هي النتيجة .. الفشل ثمَّ الفشل .. وأعني فقدان الإحساس وموت الضمير وضياع الرّوح .. لم يا هؤلاء هذا الحال ؟  لم هذا  الأسلوب ؟ ما بالنا نبدأ حيث انتهى الآخرون !..
آسف على قول الحقيقة بهذه اللغة البسيطة، لو كانت مرَّة، فالحق أحقّ أن يقال.
إنَّنا نتسكع على فتات الآخرين ظناً أو جهلاً منَّا أنَّ هذا هو الطريق الصحيح، وكما يقول هؤلاء: إنَّه الغرب ونحن الدول النامية، ولابد الاستفادة في كل شيء . وعندما ننزل إلى أرض الواقع نرى ما يندى له الجبين، وتستحي منه الضمائر الحرَّة.
أهذا هو الغرب الذي عرفتموه ! أهذه هي الحضارة التي فهمتموها !

بقلم/ منى عبدي-  
تسود المجتمعات  على تنوعها  قيم إنسانية تبرز جلية في وقت الأزمات  ولطالما كانت قيمة العمل التطوعي بكافة أشكالها من أسمى القيم الإنسانية التي تتشاركها المجتمعات كافة. 
وتختلف حاجة  المجتمع  للعمل التطوعي من دولة لأخرى ففي الدول الغربية العمل التطوعي لديهم يندرج في مجالات كثيرة ويبرز في مختلف نواحي الحياة ، فعلى سبيل المثال  قانون العقوبات في   تلك البلاد تندرج الأعمال التطوعية فيه كوسيلة تأديبية لاسيما في بعض القضايا الجنائية الصغيرة  فيكلف الشخص بالقيام بأعمال  في خدمة المجتمع لمدة معينة .
وفي المنشآت التعليمية يبرز العمل التطوعي في صور وأشكال متعددة  في تلك المجتمعات وكم سمعنا بمتضامنين ومتطوعين نذروا حياتهم في سبيل هذا العمل وبعضهم يترك وطنه ويسافر إلى البلاد الأفريقية النائية  لتقديم أعمال تطوعية وإن كانت مشوبة ببعض المطامع التنصيرية واستغلال حاجة الفقراء في تلك البلاد إلا أن الشاهد في هذا المثال هو استعداد أولئك الأفراد لبذل أقصى طاقاتهم في سبيل العمل التطوعي ، ولطالما حازت تلك الدول قصب السبق في الأعمال التطوعية على الرغم من عدم احتياجها الكبير لمثل هذه الأعمال التطوعية مقارنة بغيرها من الدول الفقيرة إلا أنها تسعى جاهدة لترسيخ دعائم العمل التطوعي ونشر ثقافته بين أفرادها .

شباب على طريق الإلتزام
* أحمد الشقيري
يقول (ص): "إنّ هذا  الدين متين فأوغلوا فيه برفق".
مع الأسف هناك الكثير من الشباب، وأنا كنت واحداً منهم لم نوغل في هذا الدين برفق، وإنّما تحمسنا ومع الحماس – بالإضافة إلى أنّ الواحد كان يريد أن يعوض تقصيره – أوغلنا، ولكن ليس برفق بل باندفاع وهذا التوغل في الدين بالإندفاع يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد يؤدي إلى فهم خاطئ للدين؛ لذلك أقدم لكم عصارة تجربتي في طريق الإلتزام، سأقدم لكم خمسة محاذير أتمنى من كل شاب وشابة يريدان أن يلتزما الطريق الصحيح أن يحذرا من هذه الأمور ليكون التدين وسطياً صحيحاً سليماً.
قال (ص): "هلك المتنطعون – قالها ثلاثا وهم المتشددون".

JoomShaper