تحقيق: سعيد شلش    
أحياناً قد تكون مجرد صورة إباحية عابرة وقعت أمام أعين البعض منّا على الشاشة العنكبوتية، هي الوسيلة التي دفعت به إلى ولُوج بوابة المواقع الإباحية، ليجد نفسه بعد ذلك وقد بدأ يغرق شيئاً فشيئاً في قلب دائرة الإدمان الجهنمية، التي لا تقل خطورة عن إدمان المخدرات.
- 2.4 مليون موقع إباحي على الإنترنت:
بين وقت وآخر، تطلّ علينا بعض شركات المواقع الإلكترونية، بأرقام وإحصاءات تستعرض معدّلات ونسباً وإستطلاعات، تُظهر مستوى تَصفُّح مواقع الإنترنت بفئاتها المختلفة من قِبَل الناس، في مختلف دول العالم، ومنها طبعاً ما يتعلق بالدول العربية.
وفي هذا السياق، كشف تقرير صدر مؤخراً عن "مؤسسة الفكر العربي"، ونشرته صحيفة "الشروق" الجزائرية، أن "أكثر مستخدمي الإنترنت العرب، يبحثون عن كتب الطبخ والمأكولات والمواقع الإباحية". وفي تقرير آخر نُشر على موقع "عيون العرب" على شبكة الإنترنت، تبيَّن أن "مصر والإمارات والكويت والسعودية، من أكثر الدول التي يتم فيها الدخول إلى مثل هذه المواقع"، لا بل إنّ ناشطة إجتماعية سعودية تُدعَى إفتخار الدغنيم، كشفت في دراسة لها، نشرتها صحيفة "الجزيرة السعودية" أن "35% من الأزواج السعوديين، أدمنوا المواقع الإباحية على الإنترنت". في حين أظهرت دراسات أخرى، أنّ المواقع الإباحية أصبحت الأكثر تصفُّحاً في العالم العربي. أمام هذه الأرقام والإحصاءات، تَبرُز التساؤلات: لماذا العرب أكثر تصفُّحاً للمواقع الإباحية؟ وهل تدريس الثقافة الجنسية يُسهم في الوقاية من التداعيات السلبية، لمَن يستخدمون هذه المواقع؟ أم أن إدمان المواقع الإباحية يعكس مشكلة نفسية؟

أ.د. عبد الكريم بكار
في أحيان كثيرة يجد الناس أنفسهم يعملون وفق معادلاتٍ خاطئة، أو يجدون أنفسهم وقد قعدوا عن العمل بسبب تنافر إمكاناتهم مع طموحاتهم. شيءٌ جميلٌ وعظيمٌ ألا نرضى بالقليل، وأن نتطلَّع إلى الكثير من الخير لنا ولأمَّتنا، ولكن بشرط ألا تعظم الفجوة بين المطلوب والممكن إلى درجة نفقد معها الحماسة للعمل، ونزهد معها في الممكن فيضيع من أيدينا، إذ ترنو أبصارنا نحو العسير والمستحيل!
*في مجال الأعمال يقولون: فكراً عالمياً، وتصرفاً محلياً. وهذا قول حكيم، يمكن أن نستفيد منه في المجال الدعوي والمجال الحضاري عامة. لنمتلك الرؤية الشاملة والواسعة، ولنحاول أن نعرف موقعنا بدقة على الخارطة العالمية والمحلية، ولنلامس في تصوراتنا آفاق المطلوب والمتاح، وآفاق القريب والبعيد، والسهل والمرهق، ولكن لنركّز جهودنا دائماً في دوائر التأثير، حيث لا يدخل في الرصيد في نهاية المطاف إلا تلك المنجزات الصغيرة والقابلة لوضع اليد عليها. الأشياء الصغيرة تظلُّ دائماً قابلةً للتنفيذ، لأنها قابلةٌ للتصديق، والأشياء الكبرى كثيراً ما تبقى في حيز الأمنيات، لأنَّنا نشك عادة في قدرتنا على القيام بها.

الدكتور أحمد القاضى
إن (الإيجابية) و(السلبية) كلمتان شاع استعمالهما في الأزمنة الأخيرة استعمالاً كثيراً على كافة المستويات؛
وكما قيل: لا مشاحة في الاصطلاح. فالألفاظ أوعية للمعاني .
الإيجابية : تحمل معاني التجاوب، والتفاعل، والعطاء، والمساهمة، والاقتراح البنَّاء.
والشخص الإيجابي : هو الفرد، الحي، المتحرك، المتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه .
والسلبية : تحمل معاني التقوقع، والانزواء، والبلادة، والانغلاق.
والشخص السلبي: هو الفرد البليد، الذي يدور حول نفسه، لا تتجاوز اهتماماته أرنبة أنفه، ولا يمد يده إلى الآخرين، ولا يخطو إلى الأمام .
وهذا التصنيف، أمر مشهور في القديم والحديث، فإن الله قسم الأخلاق، كما قسم الأرزاق.
لكن الذي يهمنا، في هذا المقام، واقع الشباب المسلم الذين انتظموا في سلك الدعوة إلى الله، وحُسبوا من شباب الصحوة الإسلامية،
فقد يصاب الشاب بداء السلبية، ويفقد مزية الإيجابية دون أن يشعر. تضمه حلقة ذكر، فيظن نفسه إيجابياً ويرى أقرانه في الشوارع، لا يشهدون ما يشهد،
فيقول : هؤلاء سلبيون، وأنا الإيجابي.

همام الحارثي
قصص عنف الشباب لا تكاد تحصى لكثرتها.. لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن مأساة جديدة، أو حادثة عجيبة فريدة، حتى أصبح الأمر ظاهرة تحتاج إلى نظر في أسبابها وآثارها وكيفية علاجها.
ولا يخفى على ذي عين باصرة مظاهر العنف التي ملأت أرجاء الأرض، وأركان الدنيا، وشباب العالم، والتي لم يصبح أبناؤنا بمعزل عنها ولا شبابنا منها ببعيد؛ فقد طالتهم كما طالت غيرهم، وليس هذا بمستغرب بعد أن أصبح العالم صغيرا متقاربا كأنه يعيش في مكان واحد، وبعد العولمة التي غزت العالم وكنا نحن المسلمين وأبناء الشرق أكثر المتأثرين بها والمتضررين منها. وكذلك بعد أن تشابهت أسباب ذلك العنف بين شباب العالم في معظمها أو في بعضها غير القليل على أقل تقدير.
فمن مظاهر هذا العنف
حوادث القتل بأنواعها، وزيادة حوادث الاختطاف، وانتشار أعمال البلطجة، وكذلك عنف الشباب مع آبائهم وأمهاتهم، وإخوانهم وأخواتهم، وجيرانهم والناس من حولهم..

الأهل يعتبرونها نوعاً من التمرد
باريس: فابيولا بدوي   
عادة ما تكون فترة المراهقة صعبة بالنسبة إلى الأهل والأبناء على حد سواء، ولكن الاختصاصيين يرون أنها فترة يمكن تخطيها دون مشكلات، بشرط معرفة الأهل الجيدة لأبعاد التغيرات التي تحدث لأبنائهم، حيث تبدو بعض السلوكيات على الأبناء وكأنها نوع من التمرد، ولكنها في الحقيقة تغيرات نفسية وعضوية طبيعية.
اختصاصي المشكلات السلوكية لدى الشباب الدكتور فيليب جاميه، يرى أن من الطبيعي في فترة المراهقة أن تختلف بعض السلوكيات، ويقول "ملامح الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة ليست واضحة تماما، ولكن هناك الكثير من السمات المشتركة، التي تخلق مشكلات كثيرة ما بين الآباء والأبناء، وهذه من الممكن تلافيها تماما، والمراهقة فترة الانتقال من مرحلة الطفولة إلى حياة الكبار، وهي أيضا بداية دخول الصغار مرحلة البلوغ، لذا من المهم أن نفرق بين مرحلتي المراهقة، والبلوغ".

JoomShaper