أجسادكم كشبان وكفتيات في حالة نموّ متسارع، وسير دائب نحو النضج.. عظامكم في نموّ.. عضلاتكم في طور الاكتمال.. أعضاؤكم في تطوّر.. هل تتركون ذلك للأيام تفعل فعلها في أبدانكم دون مساعدة منكم؟
يقول المختصّون إنّه لابدّ من تربية الجسد والإهتمام بصحّته وسلامته وتقويته حتّى يتمكّن من أداء وظائفه والفعاليات المناطة به.. فالحصول على القوّة البدنية ليس شيئاً ترفياً، وإنّما هو جزء من مسؤوليتنا الإسلاميّة: ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ...?(الأنفال/ 60).
وإذا كانت أعضاء الجسد، أو الجسد برمّته أمانة الله لدينا، فإنّ من حسن رعاية هذه الأمانة، وأداء الشكر لهذه النعمة، أن لا نعرّضها إلى التلف والأمراض والأوبئة التي تفتك بها، مثلما علينا أن نطوّرها ليكون أداؤها أفضل، وانجازها أكبر، وبذلك نكون قد حفظنا الأمانة وقدّمنا الشكر على هذه النعمة "وبالشكر تدوم النعم".

ترجمة: سماح الشرابي
لكل شخصية ميزاتها وعيوبها، وقد ذكرنا في مقال سابق أنواع الشخصيات والسمات التي تتصف بها، وفي هذا المقال نكمل ما بدأناه. وننتظر منكم أن تحددوا الشخصية الأقرب إليكم فتابعونا.
شخصية العلماء:
يتميز أصحاب هذه الشخصية بالذكاء، والعمل الدؤوب وقوة الملاحظة، يقومون دائما بجمع المعلومات وربطها ببعضها لديهم سرعة كبيرة في فهم الأفكار والنظريات الجديدة وتطبيقها بشكل مفيد وعملي.
يحبون النظام ويجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم، هم أصحاب شخصية قيادية، ولهم قدرة على التأثير على الآخرين. ينظرون إلى الأمور بموضوعية، لديهم قدرة على التكيف يحبون المناقشة، لديهم رغبة بالتغيير يمضون الكثير من الوقت في التفكير، لا يهتمون بمشاعر الآخرين وآرائهم.
لا يستطيع الآخرون فهمهم؛ وذلك لأنهم لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم، وهذا يصرف اهتمام وحب الآخرين عنهم، يمتاز أصحاب هذه الشخصية بالطموح والثقة بالنفس والتأني والتفكير العميق.

سعد العثمان
علماءُ الأمَّة الرَّبَّانيُّون، هم منارات الهدى، بما منَّ الله عليهم من علم نافع، يُعرف به الحلال من الحرام، والصَّواب من الخطأ، وهم الحصانة للأفراد، في السَّراء والضَّراء، ولهم فضلهم؛ إذ قال الله تعالى:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنَّما يتذكر أولو الألباب)الزمر: 9.
وممَّا لا شكَّ فيه، أنَّ صحبتَهم من أقوى العوامل في إصلاح الفرد المسلم، وتعميق إيمانه، وتطبيع أخلاقه على الاعتدال، من غير إفراط ولا تفريط، وتثقيفه في أمور دينه، وإعداده روحيَّاً وتكوينه تربويَّاً. ولا يخفى على الجميع، أنَّ الشَّباب الصَّالح مصدر قوة للمجتمعات، فعليهم تعقد الآمال، وبإراداتهم الجادَّة، وسواعدهم المنتجة، تتحقَّق الطُّموحات السَّامية، فهم عماد الأمة وآمالها.

د. عبد الرحمن حسان
قبل أربعة عشر عاماً حملتك بين يدي لأول مرة، عندما قدمتك الممرضة إليّ في المستشفى، فضممتك إلي صدري بفرح غامر، فأنت نعمة الله وعطيته، وبعد الحمد والثناء على الواهب العطاء، قمت بالتأذين في أذنيك؛ ليكون اسم الله أول ما ينفذ إلى سمعك و قلبك، ثم الدعاء لكِ وقرأت بعض الآيات للرقية،  فلقد تغلغل حبك إلى فؤادي، فسررت غاية السرور بمقدمك وامتلأت فرحاً، فوزعت الهدايا على الممرضات والعاملات بالمستشفي، و آليت على نفسي، أن أحافظ على عطية الله وأن أسعي لتقديم القدوة الحسنة، وأبذل كل ما في وسعى لتربيتك على التربية الإسلامية الصحيحة، وأن أقدم لك النصح والإرشاد، وحاولت قدر جهدي أن أطلع على المعارف التربوية الحديثة وأصولها، ورسمت خططي التربوية، والآن وقد وصلتِ إلى هذه المرحلة العمرية الحرجة، التي تتطلب أسلوباً آخر من أساليب التربية، والتي يخاطب فيها هذا العقل الذي يقود جسداً ستتفجر فيه طاقات هائلة وتحولات شتى، تحتاج إلي عقل رشيد يقودها إلي بر الأمان، أسأل الله العلي القدير أن يحفظك ويحفظ جميع بنات المسلمين، من شر الشيطان وكيده.

عمرو إبراهيم زكريا
إن الشباب في كلِّ زمان ومكان - وفي جميع أدوار التاريخ إلى زماننا هذا - عماد أُمة الإسلام وسِرُّ نَهضتها، ومَبعث حضارتها، وحاملُ لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والنصر.
إن الإسلام لَم ترتفع في الإنسانية رايتُه، ولَم يمتدَّ على الأرض سُلطانه، ولَم تَنتشر في العالمين دعوته - إلاَّ على يد هذه الطائفة المؤمنة التي تَربَّت في مدرسة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتخرَّجت في جامعته الشاملة.
هؤلاء الشباب من الرعيل الأوَّل هم الذين حمَلوا راية الدعوة إلى الله، ورَفَعوا لواءَ الجهاد المقدَّس، فحقَّق الله على أيديهم النصر الأكبر ودولة الإسلام الفتيَّة.
فالله أكبر نداؤهم والجهاد سبيلهم، والموت في سبيل الله أسمى غاياتهم، ولا يُمكن للشباب أن يقوموا بدورهم، ويَنهضوا بمسؤوليَّاتهم، ويؤَدُّوا رسالتهم - إلاَّ بعد أن تكتملَ شخصيَّتهم العلميَّة والدعويَّة والاجتماعية على حدٍّ سواء.
وهناك مجموعة من العوامل التي تُسهم في بناء شخصيَّة الشباب حاملي راية الإسلام، وأهم هذه العوامل:

JoomShaper