أحمد عبد الله
هم صمام أمان الأمم والمجتمعات, بقوتهم يقوى المجتمع وبضعفهم يضعف. غالبية الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية للعالم الإسلامي والعربي, تقول بأننا مجتمعات شابة أي أن غالبية السكان ضمن المرحلة العمرية الواقعة ضمن فئة الشباب, وهذا على قدر ما يبشر بخير على قدر ما هو خطير.
يبشر بخير طالما أن الفئات الشبابية عاملة منتجة وقادرة على اتخاذ القرار بعد صنعه, وتأخذ المبادرات الجادة وتوجه طاقاتها للإبداع ولفائدة المجتمع .وهو خطير أولا إذا تُرِكَ الشباب وحدهم في مواجه الأخطار المحيطة بهم من الخارج أو من الداخل, وإذا تُرِكَ الشباب دون توجيه.
وهو خطير ثانيا إذا تَرِكَ الشباب أنفسهم ولم يأخذوا هم مبادرات لأنفسهم, تقيهم وتساعدهم في عملية توجيه ذاتي بعيدا عن الأخطار ومصادرها.

أسرة البلاغ
ليس هناك اختيار حرّ مطلق إلّا في النادر، فالمؤثِّرات الخارجية على قراراتنا كثيرة.. تحاصرنا في كلّ قرار إلّا ما رحم ربِّي، فأنت حينما تسمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "كلّ مولود يُولَد على الفطرة وأبواه يُهوِّدانه أو يُمجِّسانه أو يُنصِّرانه"، تفهم أنّه حتى الاختيار العقيدي الديني لا يخلو من تأثير، ولذلك فالشخصية المستقلة، التي تحاول أن تتصرّف بمعزل عن الضّغوطات الخارجية محدودة جدّاً.
ولأجل أن نكون موضوعيِّين أكثر، فإنّ اختياراتنا لا تتأثر بالعوامل الخارجية فقط، بل بالعوامل النفسية الداخلية غير المنضبطة، أي بانفعالاتنا وحماستنا الزائدة، فقد يكون اختياري ردّة فعل، أو استجابة لنزعة أو نزوة ذاتية، لا امتثال فيها لحكم العقل.
وعلى أيّة حال، فإننا إذ نذكِّر بالمؤثِّرات الخارجية في صياغة اختياراتنا، نحاول – ضمناً – أن نلفت عناية المختار إلى ضرورة أن يكون صريحاً مع نفسه على الأقل في اختياراته، فيطرح عليها أسئلة من قبيل: هل اختياري هذا هو اختيار حرّ فعلاً، أم أنّه استجابة لمؤثِّر أو ضاغط خارجي؟ هل أقوم به بمحض إرادتي أم أنني أفعله خجلاً من البعض؟ هل هو فعل أم ردّة فعل؟

ديانا حدّارة    
لا يختلف اثنان على أنّ الكمبيوتر والإنترنت وتوابعهما أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا العصرية، ومن لا يعرف استعمالهما يعمل كل ما في وسعه لتعلّمه خصوصاً الأهل الذين لم يتعرّفوا إلى هذا الصندوق العجيب خلال مرحلة طفولتهم أو مراهقتهم. بينما اليوم يواكب الكمبيوتر والإنترنت نمو الطفل وتطوّره، وهما متوافران لديه في كل مكان يذهب إليه سواء في المنزل أو المدرسة أو عند صديقه...
وفي المقابل يشكو الوالدان أن ابنهما لا يكتثر لما يطلبان منه أثناء جلوسه إلى الكمبيوتر وكأنه غارق في عالم رقمي لا علاقة له بالعالم الإنساني. لقد أصبحت اللغة الرقمية لغة المراهقين في ما بينهم، فتجد مراهقاً يدردش مع صديقه ويضع أمامه وجبة طعامه، ويكتب المراهقين في ما بينهم، فتجد مراهقاً يدردش مع صديقه ويضع أمامه وجبة طعامه، ويكتب في المدوّنة الخاصة به، وكأن كل ما يحدث حوله في العالم الواقعي مجرد ظلال لا يراها أو يسمعها أو يشعر بها.

ترجمة: سماح الشرابي
هناك بعض الكلمات التي تعتمل في نفوسنا ونحن نعيش بداية سن المراهقة، ونحتاج إلى التعبير عنها وإيصالها، وأهم تلك الرسائل ما نتوجه به لآبائنا فلدينا الكثير من الرسائل التي نتمنى أن تصلهم ويصغون إليها ويأخذونها على محمل الجد ومن هذه الرسائل:
الرسالة الأولى: لا تبالغ في تدليلي ومنحي كل ما أطلب، فأنا ألجأ إلى ذلك الأمر كوسيلة لاختبارك.
الرسالة الثانية : كن حازما في تعاملك معي، فذلك يمنحني الشعور بالأمان.
الرسالة الثالثة: ساعدني في الامتناع عن بعض العادات السيئة التي أقوم بها، فأنا أعتمد عليك في الكشف عنها ومساعدتي على التخلص منها.
الرسالة الرابعة: لا تشعرني بأنني ما زلت صغيرا، فذلك يجعلني أتصرف بغباء دون الشعور بالمسؤولية عما أقوم به.

د. ريم مرايات
تروي المصادر التاريخية في معرض الحديث عن اهتمام العرب بالكتابة والمدونات والتدوين، أنه كان لدى عبد الحكم بن عمرو الجمحي بيتا جعله شبيها بناد، جعل فيه ألعابا شعبية كانت معروفة آنذاك, ودفاتر فيها من علم، وأنه علّق أوتادا على الجدار من الخشب، فحين يدخل الشخص يخلع ملابسه فيعلقها، ويأخذ دفترا فيطالعه.
ولعل هذا كان أول ناد في الإسلام، وهو شديد القرب من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، والفكرة في أساسها هي فكرة التسلية النافعة، التي تبني فكر الإنسان، وتثري حياته، وتعمق نظرته لكل شيء حوله، من خلال القراءة بوصفها دروبا لا تنتهي، وعوالم متداخلة يفضي كل واحد منها إلى الآخر، إذ ليس بعد متعة اكتشاف الحقيقة شيء.

JoomShaper