د. عبدالكريم بكار
في الماضي كانت العزلة هي الحصن الذي يحتمي به كل الضعفاء وكل الخائفين من الذئاب البشرية الضارية. أما اليوم وبعد وجود مئات القنوات الفضائية المختلفة، وبعد دخول الإنترنت إلى كل بيت فقد صار الحديث عن العزلة شيئا من الماضي.
أنا أعرف أن الهاجس الذي يسكن قلوب معظم الفتيات هو الارتباط بشاب مستقيم يقدر الحياة الزوجية، ويرعى أسرته، ويسعدها، وأن الفتاة في سبيل تحقيق ذلك قد تخاطر بالرد على معاكسة من شاب أو بالدخول إلى إحدى غرف "الدردشة" على الإنترنت، أو تتبادل بعض النظرات مع ابن الجيران.. وأؤكد أنها في كل ذلك لا تهدف إلا إلى العثور على من يمكن أن يكون شريك الحياة وأبا للأولاد في المستقبل.
والشباب بكل أطيافهم يعرفون هذه الحقيقة جيدا، فالصالحون الأخيار منهم يسلكون المسلك الشرعي المهذب إلى ذلك، ويتقدم الواحد منهم إلى أهل من يريد الارتباط بها.

سحر شعير
هل تعرفين من هي أمك؟
خلق الله تعالى الأم منبعاً للرحمة، و العطف، والحنان على أولادها، ومصدراً للعطاء المستمر الذي لا تنتظر معه أي مقابل من الأبناء.
و أمك مهما تلفظت من قول أو فعلت من فعل؛ فإنما هي بشر، ولكن أكثر البشر حباً لكِ.
هدفها الأول سعادتك وصلاح أمرك، فهي تريد أن تكوني أحسن الفتيات خلقاً وعلماً ومهارة، وليس هناك من يماثلها في صدق مشاعرها تجاه أبنائها.
لذلك كان رضا الله تعالى مرتبطاً برضاها عن ولدها، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: "رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما "(1) أي غضبهما الذي لا يخالف شرع الله تعالى.
فإن سألتِ: ما وجه تعلق رضى اللّه عن الابن برضى الوالد؟
فالجواب: إن الله تعالى اقتضت حكمته وعدله أن يكون "الجزاء من جنس العمل"، فلما قام الابن بإرضاء من أمره اللّهُ بإرضائه؛ رضي اللّه عنه، وعجّل له الجزاء الحسن في الدنيا قبل الآخرة.  وهو كذلك من قبيل لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس، قال تعالى:"أن اشكر ولوالديك إليّ المصير" سورة لقمان:14.

عائدون إلى ربهم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليماً، وبعد:
فأخبار التائبين شائقة، وقصصهم رائقة، لأنها تروي لنا حياة البؤس والنعيم، والشقاوة والسعادة، والمخافة والأمن، والقلق والسكينة.
ما ذرّ شارق ولا لمع بارق إلا وعاد إلى الله صادق، وما أفل غارب ولا طرق نجم ثاقب إلا وأناب إلى الله تائب.
التائب منكسر القلب، غزير الدمعة، حي الوجدان، قلق الأحشاء...
التائب صادق العبارة، جم المشاعر، جيّاش الفؤاد، مشبوب الضمير...
التائب خليٌّ من العجب، فقير من الكبر، مقلّ من الدعاوي...
التائب بين الرجاء والخوف، والسلامة والعطب، والنجاة والهلاك...
التائب في قلبه حرقة، وفي وجدانه لوعة، وفي وجهه أسى، وفي دمعه أسرار...
التائب يعرف الهجر والوصال، واللقاء والفراق، والإقبال والإعراض.

 

د.عائض القرني
3- امرأة ترد زوجها إلى الله: كان هذا الرجل يسافر إلى الخارج للمعصية، فيعصي الله في الداخل والخارج، وفي الليل والنهار، والسر والعلن.
ظن أن الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذات، وهو في الظلمات، وأوقع نفسه في ورطات ونكبات.
آخر سفرة له كانت إلى فرنسا -البلد المظلم المتهتك- سافر إلى هناك، ومكث مدة في حياة بهيمية، يأنف من بعض صورها الحيوان، إنها حياة أعداء الله، أولئك ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)).
ثم عاد إلى أهله، ودماغه ممتلئ بأخبار تلك البلاد وقصصها.
فالعظماء عنده عظماء الغرب، والأدباء عنده أدباء الغرب، والدنيا كلها الغرب.
وكان قد تزوج بامرأة صالحة، امرأة عرفت الله عز وجل: ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)) ولقد كانت هذه المرأة قرة عين، خرجت من بيت يعيش الإسلام حقيقة، وينعم بالإيمان.
بيت، أهله مصلّون، ذاكرون، متصدقون، بيت يشرف بالحجاب والحشمة والعفاف.
هذا البيت لم يعرف الأغنية، وما رأى المجلة الخليعة، والفيلم الهدّام.وبدأت هذه المرأة مع زوجها حياة جديدة، كانت تجذب زوجها إلى الله جذباً ليّناً، كلما وجدت فرصة تكلمت معه عن الإيمان والهداية، يراها مصلية ذاكرة عابدة، تدخل بيتها بذكر الله، وتحضر طعامها باسم الله، وتنهي أمره بحمد الله.
تدعو زوجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة.

عبدالملك القاسم
تأملت في يوم قادم يقف فيه شاب أمامي ويلح في السؤال: كيف أصبح رجلا؟ واحترت في الجواب من الآن! واسترجعت الذاكرة بعد مشاورة، واستهديت بالآية والحديث، واستوعبت السؤال كاملا.. فإذا الإجابة طويلة ومتشعبة، وكل صاحب معرفة يسير بك في واد، ولكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق!
أيها الشاب:
ستمر بك الأيام عجلى، وتتوالى عليك الليالي سريعة، فإذا بك تقف ممتلئا صحة ونشاطا تطاول أباك طولا وقد منحك الله بسطة في الجسم.
وإن مرت بك الأيام وسلمت من عاديات الزمن وطوارق الأيام فسوف تمر بمراحل العمركلها - بإذن الله - قال الله تعالى: وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَانَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ[الحج:5] وإن قدر الله لك أمرا آخر فأنت ممن قال الله فيهم: وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى[الحج:5].
ولا أخالك أيها الشاب وهذه المراحل السريعة تمر أمامك إلا مسارعا للإمساك بها، والتزود من مراحلها. وها هي قدمك بدأت تخطو الخطوات الأولى في مرحلة الشباب والنضج، وهي مرحلة مهمة خصها الرسول بالحديث المشهور: { لاتزول قدم ابن ادم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عموه فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه.. } [رواه الترمذي]

JoomShaper