سيدتي - ميسون عبد الرحيم

من الضروري أن تعرف كل أم أن طفلتها الصغيرة هي أم المستقبل وهي راعية ومربية الأجيال، ولذلك فتربية الابنة منذ صغرها وتدريبها وتعويدها على عدة أمور تخص حياتها يعني أن تبني أمًا للمستقبل، بحيث تكون واثقة بنفسها وتعرف كيفية تدبير أمور حياتها وقادرة على مواجهة المواقف الصعبة التي تواجهها.

تقع على الأم مسئولية تدريب الابنة الصغيرة، وقبل أن تصل إلى مرحلة المراهقة، حيث العناد لدى المراهقين هو الصفة الغالبة، بحيث يكون من الصعب تعويدهم وتدريبهم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بالمرشدة التربوية أنسام عيسى، حيث أشارت إلى مهارات هامة يجب أن تعلميها لطفلتك لكي تكون ذات شخصية قوية في المستقبل ومنها منحها فرصة الاختيار والتشجيع والحب وغيرها في الآتي:

اتركي لها حرية الاختيار

    اهتمي بأن تدربي طفلك ومنذ سن صغيرة على اختيار أشياء صغيرة، قد تبدو لك كذلك ولكنها مهمة في تكوين وصقل شخصية المراهقة حين تصبح في هذه السن الحرجة، وهكذا تكتشفين ما الفرق بين استخدام أسلوب العواقب والعقاب في التعامل مع المراهق؟ ولذلك فيجب أن تتركي لها حرية الاختيار منذ صغرها، من خلال اصطحابها إلى السوق مثلًا، واختيار ملابسها بنفسها مع إبداء الملاحظات من قبلك، بحيث لا تبدو ملاحظاتك مثل فرض الوصاية عليها.

    علمي ابنتك ومنذ صغرها أنها سوف تتحمل مسئولية اختياراتها ولذلك فهي حين تختار يجب أن تفكر جيدًا وأن تعرف أن من حقوقها الأساسية هو الاختيار، ولذلك يجب أن تعلميها كيف تحسب ما تملكه من مال، وتختار طريقة إنفاقه، مع ضرورة تعليمها التوفير، ويفضل أن تعلميها المقارنة بين أسعار الأشياء التي سوف تشتريها، وكذلك أن تختار الأساسايات قبل الكماليات، وبذلك سوف تتعلم كيفية إدارة المال في نفس الوقت.

أعدي لها جدولًا يوميًا بسيطًا

طفلة تعد العصير

    أعدي لابنتك ومنذ صغرها جدولًا بسيطًا يساعدها على التعرف على أشغال البيت، والتعود عليها وممارستها منذ صغرها؛ لكي لا تنشأ فتاة اتكالية وسلبية واعلمي أن تعويد الابنة منذ صغرها على المساعدة في أشغال البيت اليومية ليس من أجل أن تساعد الأم، ولكن لكي تتعلم الترتيب والنظافة والنظام وتحمل المسئولية منذ صغرها.

    علمي ابنتك مهارات نسائية لا تعد ترفًا في هذا الوقت، ولكنها مهمة لكي تتعلم كيفية إصلاح ملابسها مثل أن تتعلم تركيب الأزرار، وكذلك تعليمها كيفية إدارة غسالة الملابس، وفرز الملابس لكي لا تتلف، بحيث تضع الملابس الفاتحة في دورة لوحدها، كما يجب أن تحددي لها وقتًا لكي تمارس هذه الأعمال إلى جانب وقت اللعب؛ لأنه مهم في حياتها.

    علمي طفلتك بعض الأعمال البسيطة، مثل تسخين الطعام وإعداد شطيرة للإخوة الصغار، وبالتدريج سوف تلاحظين أنها قد تعودت على إعداد طعامها بنفسها، ثم تتحول إلى طباخة ماهرة تبحث عن أصناف جديدة لكي تعدها للعائلة، وبالتالي فهي سوف تكون رائدة وأمًا مستقبلية رائعة ومبهرة.

    عودي طفلتك على أهمية وتقدير الوقت؛ لأن أهمية تعليم الأطفال قيمة الوقت والانضباط الشخصي تقع ضمن المهام الأساسية التي تحقق النجاح في تربيتهم، ولذلك علمي ابنتك أن تكون دقيقة في مواعيدها، وأهمية تخطيط وقتها وتقسيم يومها، بحيث لا تعاني من الارتباك، ولأن عدم إدارة الوقت من أسباب الفشل، ويجب عليها عدم تأجيل الأعمال والمهام التي يجب أن تقوم بها؛ لأن التأجيل يعني المزيد من الفوضى.

عوديها على النظافة الشخصية منذ صغرها

    اشرحي لطفلتك ومنذ نعومة أظافرها أهمية النظافة الشخصية للبنت، وكذلك الطرق والخطوات التي يجب أن تتبعها لكي تحافظ على نظافتها الشخصية لكي تحافظ على صحتها، ولذلك فمن الضروري أن تطلعي على أساليب لتعليم الطفل النظافة ونصائح لا تغفلي عنها، ومن بينها أن يعرف الطفل أن الصحة هي أساس الحياة، والصحة لا تأتي إلا من خلال النظافة و والتغذية، ويجب أن تشرحي ذلك لكل أطفالك.

    أعدي لابنتك روتينًا يوميًا لكي تحافظ على نظافتها الشخصية، وجهزي لها كل الأدوات اللازمة لذلك، ويمكن أن تقيمي مسابقة بينك وبينها في استخدام بعض المستحضرات الجديدة، التي تعتني بالبشرة أو مدة الاستحمام مثلًا؛ لكي تشجعيها على الاهتمام بشعرها وأظافرها وبشرتها، ولأن النظافة للبنت هي عنوانها خاصة حين تظهر عليها علامات البلوغ المبكرة.

 

أقيمي علاقة حب واحترام مع ابنتك الصغيرة

أم وطفلتها

    أقيمي علاقة مميزة مع ابنتك منذ سن صغيرة، بحيث أن تكوني الصديقة المقربة لها، وذلك من خلال عدة أسرار صغيرة لتكوني الصديقة المقربة من ابنتكِ المراهقة، ومن أهم تلك الأسرار أن تمتدحي جمالها؛ لكي تعززي من ثقتها بنفسها، وأن تقدمي لها هدايا ممميزة تخص الفتيات فقط، ولا تكون هدايا يمكن تقديمها للأولاد لكي تعززي من مكانتها عندك.

    اهتمي بأن تقميي علاقتك مع ابنتك على الحب والاحترام المتبادلين، فلا تقللي من قيمتها، ولا تتسهيني بقدراتها، وعوديها أن تحترمي خصوصيتها وحاجتها لأن تختلي بنفسها، ولكي تبادلك تلك المشاعر، وساعديها أن تحصل على الحب الطاهر البريء منك، وأن تشبعيها بهذه المشاعر خاصة وهي على أعتاب المراهقة.

شجعيها على التجربة

    شجعي ابنتك على التجربة؛ لكي تتعلم مهارات جديدة سوف تفيدها في حياتها المستقبلية، لأن التجربة والحاجة والضرورة هم الأمهات الشرعيات للاختراع والتميز والإبداع، ويجب ألا يتوقف تفكير ابنتك عند حل الواجبات المدرسية مثلًا، بل يجب أن تتعدى ذلك لكي تصبح مبتكرة ومبدعة، وذلك عن طريق دعمها وتشجيعها ومدح أي نشاط تقوم به خارج إطار المدرسة.

    جهزي لطفلتك كل الأدوات والإمكانيات وقدمي لها الدعم في كل خطوة تقوم بها، حيث أن هناك بعض الأنشطة والمشاريع الصغيرة التي تحتاج إلى أدوات خاصة ويمكنك اعتبارها هدايا مميزة وصغيرة يمكن أن تفاجئي بها ابنتك في المناسبات التي تخصها، مثل عيد ميلادها وتفوقها في الدراسة وتوقفي عن التعامل معها أنها صغيرة وتريد أن تلعب لمجرد اللعب، بل يجب أن تساعديها أن تنفذ أفكارًا قد تبدو لك غريبة أو خيالية لأن هذه الأفكار هي أول طرق الإداع وصقل الموهبة.

 

JoomShaper