عمان - الغد- تلعب القراءة دورا أساسيا في تنمية المعرفة الإنسانية وتعزيز التفكير الإبداعي لدى البشر، حيث تتشكل الثقافات لدى النشء الجديد والتي تستند على التفكير المنهجي العميق. لذا، يمكن القول بلا تردد إن ثقافة أي مجتمع تتشكل كانعكاس لما يقرأ أفراده. والأطفال الذين ينشأون في بيئة تحافظ على هذه القيم الثقافية سينخرطون بفاعلية أكبر في مجتمعاتهم، وسيسهمون بدور رئيسي في البناء الاجتماعي.
لذا من واجب الوالدين أن يكون لهم دور فعال في ترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال، وخلق بيئة مشجعة على القراءة في المنزل وفي محيطهم، وتمكينهم من ممارسة هذه الأنشطة كعادة ثابتة بمتعة وبهجة. فالتشجيع على القراءة منذ الصغر يؤثر بشكل كبير على التطور الفكري للطفل، بل يتجاوز ذلك ليكون عاملا رئيسا في توسيع خياله، وتحسين صحته النفسية، وتعزيز تواصله مع الآخرين، إضافة إلى إبعاده عن السلوكيات العنيفة، وفق ما نشر على موقع "الجزيرة نت".
- القراءة الرقمية في مواجهة التكنولوجيا
بدأت مسيرة القراءة من خلال الكتب المخطوطة يدويا، ثم انتقلت إلى الكتب المطبوعة، حتى شهدت تغييرات كبيرة في عصرنا الحالي. ومع التطور التكنولوجي وتطور التقنيات الناشئة، أصبحت القراءة أكثر سهولة ويسرا، فبإمكان الأطفال الآن الحصول على الكتب المطلوبة وقراءتها في وقت قصير دون عناء أو تضييق أو تكلفة كبيرة. وقد أدى هذا التطور إلى انتشار نمط جديد من القراءة عبر الإنترنت، الذي لاقى قبولا واسعا بين الكثيرين، رغم أن القراءة التقليدية من الكتب الورقية ما تزال تحتفظ بمكانتها وأهميتها.
وتؤكد المكتبات المحلية والمراكز الثقافية الحديثة أن القراءة الورقية لم تتأثر سلبا بتدفق القراءة الرقمية، بل إن شعبيتهما الواسعة في المجتمع هي دليل عظيم على أن كلا الطريقتين يتم استخدامهما بشكل متساو، ويحظيان بتقدير واسع. ورغم أن فوائد القراءة عبر الكتب الورقية والإنترنت متشابهة، فإن الوسائل المستخدمة في كل منهما تختلف تماما. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، تتوسع إمكانيات القراءة أكثر فأكثر، وتزداد تطبيقات القراءة والألعاب التفاعلية التي تشجع الأطفال على القراءة بأساليب حديثة، مما يعزز اهتمامهم بها يوما بعد يوم.
- القراءة كعادة يومية
من الضروري أن يتعرف الأطفال على الكتب منذ نعومة أظافرهم في الطفولة، فهي تسهم في تشكيل وعيهم وتؤثر على مسار حياتهم في المستقبل. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للأطفال التعامل مع الكتب والاستفادة منها في ظل إمكانيات العالم الحديث؟
إن قراءة الكتب تعمل على تحسين التركيز لديهم، وتحافظ على صحة العديد من أعضاء الجسم، كما أن القراءة الرقمية تمثل وسيلة قيمة لتعليمهم القراءة، خصوصا مع طبيعتهم الفضولية. وعلى الرغم من تأثير التقنيات الحديثة على حياتهم، وما توفره من وسائل أكثر سهولة، فإن القراءة المتسلسلة من خلال الكتب المطبوعة يمكن اعتمادها لأي فئة عمرية.
كما أن الجمع بين القراءة التقليدية والاستماع إلى الكتب المقروءة بمساعدة التقنيات الحديثة يمكن أن يجعل التجربة أكثر تنوعا ومتعة، مما يقلل من الشعور بالتعب أو الملل. والتجارب التي يمر بها الأطفال في مراحلهم الأولى من القراءة تلعب دورا مهما في تقدمهم التعليمي، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على المعرفة والقراءة.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذه الطريقة، إلا أن هناك بعض العيوب التي قد تصاحبها، فالقراءة على الأجهزة الإلكترونية بشكل مستمر قد تسبب إجهاد العين في الإضاءة الخافتة، إضافة إلى احتمالية جفاف العين. ومع ذلك، فإن علاقة الأطفال بالكتب تظل وسيلة لتعزيز مهاراتهم وتوسيع مداركهم.