سيدتي - لمياء جمال
يعد تعلم القراءة مبكراً للأطفال جانباً مهماً يجب تنميته في العمر ما بين 5-6 سنوات، أو في مرحلة رياض الأطفال، فعلى عكس ما يعتقده بعض الآباء فإن تعلّم القراءة تتطلّب إرشاداً دقيقاً وتعليماً لبعض المهارات والإستراتيجيات المحددة، و في المقابل فإن الطرق المُتبعة لغرس هذه المهارات البسيطة والواضحة تبدأ بالتعرض المبكر للغة المكتوبة والقصص، وذلك بدءاً من سن ما قبل الروضة.


وفيما يلي عدد من الفوائد والطرق الفعالة لتعلم الأطفال القراءة خلال مرحلة الروضة والأخطاء التي يقع فيها الآباء وفقاً لموقع "raisingchildren"
فوائد تعلم الأطفال القراءة في سن مبكرة
إليكِ بعض فوائد تعلم الأطفال القراءة في مرحلة رياض الأطفال وهي كالتالي:
    تدريب أطفال الروضة على تعلم القراءة، يزيد قدراتهم المعرفية والتواصل الاجتماعي.
    تعليم الأطفال القراءة منذ سن مبكرة له فوائد عديدة لنموهم.
    يعد الاستماع مهارة يجب أن يتمتع بها الأطفال حتى قبل أن يبدأوا القراءة فإن التفاعلات اللفظية مثل القراءة والتحدث بين الآباء والأطفال يمكن أن تحسن المهارات اللغوية وارتفاع معدل الذكاء. يعد تعلم القراءة في مرحلة الروضة خطوة مهمة في صقل مهاراتهم المعرفية واللغوية.
    قراءة كتب رياض الأطفال يمكن أن تجعلهم يعرفون ويفهمون الكثير من المفردات الجديدة فقد تحتوي تلك الكتب على العديد من الكلمات التي قد لا يتحدث بها الأطفال لذلك، فإن قراءة الكتب للأطفال يمكن أن يساعدهم على فهم العديد من المصطلحات أو المفردات التي لم يسمعونها من قبل.
    يعد تعلم القراءة لأطفال رياض الأطفال أيضاً وسيلة لتدريب القدرة على التركيز والاستماع ويرتبط هذا ارتباطاً وثيقاً بقدرة الطفل على الانتباه للأشياء
    من خلال قراءة الكتب للأطفال، يحصل الآباء والأطفال على المزيد من الوقت معاً وسيشعر الأطفال أيضاً بالحب والرعاية.

ربما تودين التعرف إلى طرق سهلة لرواية القصص للأطفال
طرق فعالة لتعلّم القراءة لأطفال الروضة

فيما يلي عدة طرق فعالة لتعلم القراءة لأطفال الروضة:

    الخطوة الأولى في تعليم طفلك الصغير القراءة هي إدخال أصوات الحروف، فبدلاً من إعطاء أمثلة للكلمات، يجب على الأمهات تعليم كيفية نطق الحرف واحداً تلو الآخر. على سبيل المثال، علمي طفلك الصغير أن يقول حرف الراء بصوت عالٍ وبعد ذلك، يمكنك إعطاء أمثلة على الكلمات التي تبدأ بحرف الراء، مثل "رمل".
    أحد المفاتيح الأساسية لتعلم القراءة لأطفال الروضة هو القراءة بهدوء دون تسرع. سيكون من الأفضل للأطفال الاسترخاء والتركيز على الكتاب الذي يقرأونه بدلاً من الشعور بالإجبار والضغط لفهمه بسرعة.
    في عملية تعلم القراءة لأطفال الروضة، تحتاج الأمهات والآباء إلى توجيههم ببطء وتدريب الأطفال على تكرار الكلمات التي قرأوها للتو مع الإشارة إلى الكلمات بأصابعهم حتى يعرفوا ما يقرؤونه.
    يجب أن يبدأ تعليم أطفال رياض الأطفال التعرف إلى الحروف المتصلة والمنفصلة لأن الحروف المنفصلة لها شكل أكثر تميزاً وتختلف عن الحروف المتصلة، ويتم ذلك حتى يتمكن الأطفال من التمييز بين حرف وآخر أثناء القراءة والكتابة بشكل صحيح في المستقبل.
    الصوتيات هي طريقة لتعليم الحروف الأبجدية من الألف إلى الياء للأطفال كأساس لتعلم القراءة. يعلم منهج الصوتيات الأطفال قراءة الكلمات التي لم يفهموها بعد من خلال النظر إلى كل حرف.
    على الرغم من أن الصوتيات تُسهل على الأطفال التعرف إلى الكلمات، إلا أن الأطفال يحتاجون أيضاً إلى حفظ الكلمات التي يرونها. لذلك، من المهم تحسين مهارات الأطفال في نطق الكلمات أثناء النظر إليها ومعرفة حروفها.
    تعليم الأطفال كيفية قراءة أسمائهم، حيث يمكن للأمهات تقديم ورقة تحمل لقب طفلهن الصغير أو الاسم الكامل والبدء في تعليمه التهجئة والنطق.
    بعد القراءة مع الطفل يجب على الأم سؤاله عن محتويات الكتاب للتأكد من أن الطفل يفهم ما تم قرأته.
    الحديث يختلف عن القراءة. ومع ذلك، كلما تحدث الأطفال في كثير من الأحيان، زاد عدد الكلمات التي يستوعبونها في الذاكرة. وهذا يسهل عليهم أيضاً إنشاء جمل بكلمات جديدة.
    إن تعليم الأطفال تعلم القراءة لا يتم دائماً من خلال قراءة كتب القصص. يمكن للأمهات توفير الألعاب حتى يتمكن طفلك من الاستمتاع بها أكثر. إحداها هي لعبة مطابقة الكلمات والصور، حيث يتم إعطاء طفلك عدة صور مع الكلمات في أماكن مختلفة.

أخطاء الوالدين عند قراءة الكتب للأطفال

قراءة الكتب من الأشياء التي يجب تعليمها للأطفال لما لها من فوائد عديدة إلا أنه في المقابل هناك بعض الأخطاء التي يقوم بها الآباء أثناء تعليم أطفالهم القراءة وهي كالتالي:
عدم قراءة العنوان واسم المؤلف

من المهم إعداد عقل طفلك حول ما ستقرأينه لذلك، قومي بتوفير جميع أنواع المعلومات بدءاً من العنوان وحتى اسم مؤلف الكتاب فإن عنوان الكتاب يمهد الطريق للكتاب بأكمله ويقدم الفكرة الرئيسية للقصة. وبصرف النظر عن ذلك، فإن إخبار الأطفال عن المؤلفين يمكن أن يحفز الأطفال على أن يكونوا مثلهم عند الكبر.
عدم طرح الأسئلة
عند قراءة القصص الخيالية، فإن إحدى أفضل طرق التعلم للأطفال هي تعلم كيفية تحليل مشاعر الشخصيات وأفعالها من خلال النظر إلى الوجوه ولغة الجسد في الرسومات وقد يسأل طفلك عن شعور الشخصيات أو كيف يساعدون الشخصيات الأخرى. عندما يبدأ الأطفال في الانجراف بالقصة، فسوف يربطون مشاعر الشخصيات أو تصرفاتها بحياتهم الخاصة، ويمكن للأمهات طرح أسئلة حول القصة قبل وأثناء وبعد القراءة لمراقبة فهم الطفل.
تجاهل أهمية الصور
تحتوي كتب الأطفال على صور ورسوم توضيحية مثيرة للاهتمام مع كلمات قليلة، ويمكن للصور أيضاً أن تحكي قصة في حد ذاتها لذا عند القراءة للأطفال، ناقشي معهم ما يرونه في الصور. سيساعد ذلك الأطفال على "قراءة الصور" وهي إحدى أولى الطرق التي يقرأ بها الأطفال الكتب بشكل مستقل.
اختيار الكتاب الخطأ
عادةً ما يكون الأطفال الصغار على استعداد لقراءة الكتب إذا كانت الكتب الموجودة لديهم من أنواع الكتب التي يهتمون بها، فقد يساعد قراءة الكتب للأطفال لمدة 20 دقيقة على الأقل في تغير حياة طفلك الصغير لذلك، لا تفوتين عادة قراءة الكتب لطفلك لتصبح ضمن روتينهم اليومي
====================
 الطموح بلا أهداف واضحة.. متى يكون فخا يستنزف صاحبه؟
ربى الرياحي
عمان- أن تكون طموحا يعني أن تسعى إلى تحقيق أحلامك اجتهادا وليس تمنيا، فالطموح هو المحرك الأساسي الذي يدفع للتغلب على العقبات، لكن أحيانا يتحول الطموح إلى وهم يستنزف صاحبه بدلا من أن يقوده إلى النجاح.

في كثير من الأحيان يندفع بعض الأشخاص خلف أحلام غير واقعية من دون أن يمتلكوا الأدوات اللازمة لتحقيقها. قد يتخيل المرء مستقبلا باهرا وذلك من دون أن يحدد خطوات عملية للوصول إليه فيظل يدور في دائرة الأحلام بلا جدوى أو تقدم فعلي، ومن هنا يكون الفرق بين الطموح المثمر والطموح الوهمي في الرؤية الواقعية والتخطيط السليم.

متى يكون الطموح فخا يستنزف صاحبه؟
الطموح بلا خطة واضحة يؤدي إلى التخبط وفقدان الاتجاه بحسب رندة التي تعلمت أن تضع لنفسها أهدافا واقعية حتى تكون قابلة للتحقيق ومنسجمة مع الإمكانات المتاحة. تقول: "قبل اليوم كانت الطموحات مختلطة بالوهم وكانت تريد أن تنجح بسرعة لدرجة أنها لم تكن تكترث بالسعي والاجتهاد لتنال ما تطمح إليه، بل كانت ترى الوصول لهدفها تحصيلا حاصلا وهذا ما جعلها دائما تتطلع إلى الأهداف البعيدة حتى وإن لم تبن على أساس متين".
لكن الحياة وما فيها من تجارب وتحديات غيرتها ومنحتها وعيا حقيقيا تجاه طموحاتها وأحلامها، فلم تعد تتأثر بالمظاهر الخادعة وخاصة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي وانبهار البعض بالنجاحات السريعة التي يشاهدونها من دون أن يدركوا مدى الجهد المطلوب لتحقيقها. وتنوه إلى أن الطموح حتى يكون مثمرا يحتاج إلى رؤية واضحة وجهد متواصل وتطوير مستمر للمهارات، وهذا ما يجعلنا نلمس النتائج على أرض الواقع ويكون ذلك بخطوات تدريجية.
ويجد ياسر (40 عاما)، أن الطموحات لا تتحقق إلا بالصبر والمثابرة، فالنجاح لا يكون بين ليلة وضحاها، لذا يستغرب كثيرا من أولئك الأشخاص الذين يستكينون للأوهام وبالتالي يطاردون طموحات لم يخططوا لها وهذه الطموحات تعتمد على الرغبات والأحلام من دون وجود خطة واقعية لتحقيقها، الأمر الذي يجعلهم ينجرفون خلف تصورات مثالية عن المستقبل، ثم يقعون في فخ الوهم الذي يجردهم حتى من محاولة اتخاذ خطوة عملية نحو الهدف، فيظلون عالقين في دائرة التمني من دون تحقيق أي إنجاز فعلي.
ويبين أن الشخص الواعي والباحث عن النجاح الحقيقي هو ذلك الذي لا يسرف في بناء قلاع من الأمنيات من دون حقائق، كونه يدرك حدوده. والطموح بلا تخطيط من وجهة نظره يعد عبئا ثقيلا، إذ إن الشخص مع مرور الوقت وعدم وجود نتائج ملموسة يشعر بالفشل ويفقد دافع المحاولة، كما أن السعي خلف أحلام غير مدروسة، يستهلك الطاقة ويجعل الشخص يشك حتى في قدراته وأيضا يتسبب في تضييع الفرص الحقيقية.
التخطيط المحكم والتحلي بالمرونة
من جهتها، تبين الاختصاصية النفسية سارة ملحس، أن تحقيق الطموحات يستلزم مزيجا من التخطيط المحكم، والسعي الدؤوب، والمرونة في مواجهة التحديات. أول ما ينبغي على المرء فعله هو تحديد هدفه بوضوح، فلا يكون مجرد فكرة غامضة، بل رؤية محددة المعالم، تسهل ترجمتها إلى خطوات عملية. ثم يأتي دور التخطيط، حيث ينبغي وضع خريطة طريق تقسم الهدف إلى مراحل يسهل تحقيقها، فيكون الإنجاز تدريجيا، مما يعزز الشعور بالنجاح ويحفز على الاستمرار.
كذلك، فإن العقبات أمر طبيعي في أي مسيرة، لذا فإن التحلي بالمرونة واستعداد النفس للتكيف مع المتغيرات مفتاحا لتجاوز العثرات. ولا بد من مواصلة التحفيز الذاتي، فالاحتفاء بالإنجازات الصغيرة، مهما بدت يسيرة، يمنح النفس قوة للاستمرار. وأخيرا، فإن اجتناب التسويف والخوف من الإخفاق  ضروريين، إذ إن التردد قد يكون العائق الأكبر أمام تحقيق الطموح، بينما الإقدام، ولو كان بخطوات متواضعة، هو السبيل إلى بلوغ الهدف.
ووفق ملحس، قد يغدو الطموح "وهما قاتلا"، إن لم يكن مستندا إلى واقع ملموس"، أو تجاوز حدود الإمكانات المتاحة. فكثيرا ما ينشغل الإنسان بأحلام عظيمة من دون أن يزنها بمقاييس الواقع، فيجد نفسه أسير تطلعات بعيدة المنال، لا تزيده إلا إحباطا. ويزداد الأمر سوءا حين يكون الطموح مدفوعا برغبة التنافس مع الآخرين، فيتحول من كونه دافعا للإنجاز إلى مصدر للمعاناة النفسية.
ولتفادي هذا الفخ، تقول ملحس: "إنه ينبغي أن يكون الطموح متوازنا، مستندا إلى رؤية واقعية، مع تركيز الإنسان على نموه الشخصي من دون الانشغال بمقارنات مرهقة. كما أن تقبل التعديلات على الأهداف الأصلية، وفقًا لما تفرضه الظروف، هو السبيل للحفاظ على الطموح ضمن حدوده الإيجابية، فلا يكون عبئا على النفس، بل قوة دافعة نحو الأفضل".
قد يتحول الطموح لعبء ثقيل
السعي المثمر هو ذلك الجهد الذي يثمر نتائج محسوسة، ويترك أثرا إيجابيا، مهما كان بسيطا. وكي يكون السعي مجديا، لا بد أن يكون قائما على فكر متزن، حيث لا يكون مجرد جهد مبعثر، بل تحرك واع ومدروس، يرتكز على استراتيجيات فعالة. ومن الحكمة كذلك تحقيق التوازن بين الاجتهاد والراحة، إذ إن الإفراط في السعي من دون هوادة قد يؤدي إلى الإرهاق النفسي والجسدي، فيتحول الطموح إلى عبء ثقيل بدلا من أن يكون مصدر إلهام، بحسب ملحس.
أما الاستمرارية، ولو بخطوات صغيرة، فهي السر الحقيقي وراء تحقيق الإنجازات، إذ لا يستهان بقوة التقدم البطيئ ما دام ثابتا. وفوق ذلك كله، فإن الفشل، مهما كان مؤلما، ينبغي أن ينظر إليه باعتباره درسا لا انتكاسة، وخطوة في طريق النجاح لا علامة على الهزيمة. فبهذا المنهج، يكون السعي مثمرا، والطموح قوة بناءة لا عبئا يثقل كاهل صاحبه.
وتشير مدربة المهارات الحياتية نور العامري، إلى أن تحقيق الطموحات يتطلب مزيجا بين الرؤية الواضحة، التخطيط الذكي والعمل الدؤوب. لكن أحيانا، قد يتحول الطموح إلى وهم إذا لم يكن مبنيا على أسس واقعية، مما يؤدي إلى الإحباط بدلاً من الإنجاز. وهناك نقاط تساعد في جعل السعي مثمرا، منها وضوح الهدف وتحديده بدقة، وجعله قابلًا للقياس، وليس مجرد رغبة عامة.
إلى ذلك، ينبغي وضع خطة عمل تتضمن خطوات تدريجية قابلة للتحقيق، والمرونة في تعديل الخطة عند الحاجة، وعدم التصلب أمام العقبات، ولا يكفي الحلم والتخطيط، بل يجب اتخاذ خطوات عملية مهما كانت صغيرة.
وتبين العامري أهمية تقسيم الأهداف، والتعلم المستمر والتطوير، سواء عبر الخبرات العملية أو التعلم الذاتي، تطوير المهارات، وألا يكون الفشل حاجزا، بل درسا يساعد على التقدم، لافتة إلى أهمية أن يحيط الشخص نفسه بأشخاص داعمين وإيجابيين، فذلك يساعد على الاستمرار، والابتعاد عن المحبطين.
الطموح يمكن أن يتحول إلى وهم إذا لم يكن مبنيًا على أسس واقعية، أو إذا لم يكن مصحوبا بخطة واضحة وعمل جاد. يحدث ذلك، عندما يكون غير منطقي أو بعيد عن الإمكانيات المتاحة، مثل أن يطمح شخص إلى أن يصبح رائد فضاء من دون أن يمتلك أي خلفية علمية أو خطة للوصول لهذا الهدف.
خطوات تدريجية وخطط واضحة
يكون الطموح مجرد أحلام من دون خطوات فعلية، البعض يكتفي بالتفكير في الطموحات من دون السعي إلى تحقيقها، مما يحولها إلى وهم يستهلك الوقت والطاقة. يصبح وسيلة للهروب من الواقع، أحيانا، يركز الشخص على طموحات خيالية كنوع من الهروب من مشكلات حياته، بدلا من مواجهتها وحلها.
متى يكون الطموح واقعيا؟
تقول العامري: "إنه يكون كذلك عندما يكون مبنيا على تحليل منطقي للقدرات والفرص ومصحوبًا بخطة واضحة وخطوات تدريجية، الفرق بين الطموح الحقيقي والوهم هو الفعل، فمجرد التمني من دون جهد لن يؤدي إلى أي نتيجة".
لذلك، السعي يكون مثمرا عندما يكون مبنيا على وضوح الأهداف القابلة للقياس، والتخطيط الجيد، والمثابرة، ووضع خطة عمل تشمل خطوات عملية وزمنية للوصول إلى الهدف، من دون الاعتماد على الحماس اللحظي.
وعلى الانسان أن يكون صبورا رغم الصعوبات، فالنجاح لا يأتي سريعا، وهناك حاجة للاستفادة من الفرص والعلاقات وتكوين شبكة علاقات جيدة، لأن النجاح غالبا لا يكون فرديا.

====================
 الأطفال والقراءة.. تعزيز للتفكير الإبداعي والبناء المجتمعي
عمان - الغد- تلعب القراءة دورا أساسيا في تنمية المعرفة الإنسانية وتعزيز التفكير الإبداعي لدى البشر، حيث تتشكل الثقافات لدى النشء الجديد والتي تستند على التفكير المنهجي العميق. لذا، يمكن القول بلا تردد إن ثقافة أي مجتمع تتشكل كانعكاس لما يقرأ أفراده. والأطفال الذين ينشأون في بيئة تحافظ على هذه القيم الثقافية سينخرطون بفاعلية أكبر في مجتمعاتهم، وسيسهمون بدور رئيسي في البناء الاجتماعي.
لذا من واجب الوالدين أن يكون لهم دور فعال في ترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال، وخلق بيئة مشجعة على القراءة في المنزل وفي محيطهم، وتمكينهم من ممارسة هذه الأنشطة كعادة ثابتة بمتعة وبهجة. فالتشجيع على القراءة منذ الصغر يؤثر بشكل كبير على التطور الفكري للطفل، بل يتجاوز ذلك ليكون عاملا رئيسا في توسيع خياله، وتحسين صحته النفسية، وتعزيز تواصله مع الآخرين، إضافة إلى إبعاده عن السلوكيات العنيفة، وفق ما نشر على موقع "الجزيرة نت".
- القراءة الرقمية في مواجهة التكنولوجيا
بدأت مسيرة القراءة من خلال الكتب المخطوطة يدويا، ثم انتقلت إلى الكتب المطبوعة، حتى شهدت تغييرات كبيرة في عصرنا الحالي. ومع التطور التكنولوجي وتطور التقنيات الناشئة، أصبحت القراءة أكثر سهولة ويسرا، فبإمكان الأطفال الآن الحصول على الكتب المطلوبة وقراءتها في وقت قصير دون عناء أو تضييق أو تكلفة كبيرة. وقد أدى هذا التطور إلى انتشار نمط جديد من القراءة عبر الإنترنت، الذي لاقى قبولا واسعا بين الكثيرين، رغم أن القراءة التقليدية من الكتب الورقية ما تزال تحتفظ بمكانتها وأهميتها.
وتؤكد المكتبات المحلية والمراكز الثقافية الحديثة أن القراءة الورقية لم تتأثر سلبا بتدفق القراءة الرقمية، بل إن شعبيتهما الواسعة في المجتمع هي دليل عظيم على أن كلا الطريقتين يتم استخدامهما بشكل  متساو، ويحظيان بتقدير واسع. ورغم أن فوائد القراءة عبر الكتب الورقية والإنترنت متشابهة، فإن الوسائل المستخدمة في كل منهما تختلف تماما. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، تتوسع إمكانيات القراءة أكثر فأكثر، وتزداد تطبيقات القراءة والألعاب التفاعلية التي تشجع الأطفال على القراءة بأساليب حديثة، مما يعزز اهتمامهم بها يوما بعد يوم.
- القراءة كعادة يومية
من الضروري أن يتعرف الأطفال على الكتب منذ نعومة أظافرهم في الطفولة، فهي تسهم في تشكيل وعيهم وتؤثر على مسار حياتهم في المستقبل. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للأطفال التعامل مع الكتب والاستفادة منها في ظل إمكانيات العالم الحديث؟
إن قراءة الكتب تعمل على تحسين التركيز لديهم، وتحافظ على صحة العديد من أعضاء الجسم، كما أن القراءة الرقمية تمثل وسيلة قيمة لتعليمهم القراءة، خصوصا مع طبيعتهم الفضولية. وعلى الرغم من تأثير التقنيات الحديثة على حياتهم، وما توفره من وسائل أكثر سهولة، فإن القراءة المتسلسلة من خلال الكتب المطبوعة يمكن اعتمادها لأي فئة عمرية.
كما أن الجمع بين القراءة التقليدية والاستماع إلى الكتب المقروءة بمساعدة التقنيات الحديثة يمكن أن يجعل التجربة أكثر تنوعا ومتعة، مما يقلل من الشعور بالتعب أو الملل. والتجارب التي يمر بها الأطفال في مراحلهم الأولى من القراءة تلعب دورا مهما في تقدمهم التعليمي، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على المعرفة والقراءة.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذه الطريقة، إلا أن هناك بعض العيوب التي قد تصاحبها، فالقراءة على الأجهزة الإلكترونية بشكل مستمر قد تسبب إجهاد العين في الإضاءة الخافتة، إضافة إلى احتمالية جفاف العين. ومع ذلك، فإن علاقة الأطفال بالكتب تظل وسيلة لتعزيز مهاراتهم وتوسيع مداركهم.

JoomShaper