ديمة محبوبة
عمان–”اليوم الدراسي يتحدد ويتم الحكم عليه بداية من الإذاعة المدرسية” بهذه المقولة بدأ الدكتور النفسي والتربوي د. علي الغزو، حديثه، بحكم عمله وانخراطه بالقضايا النفسية، وكدوره مديرا لإحدى المدارس الثانوية، مؤكدا بأن الإذاعة المدرسية من أهم النشاطات اللامنهجية المهمة للطالب بجميع المراحل المدرسية وكذلك للمدرسة والمعلمين.
ويشير إلى أن النشاط والانضباط والتنوع يغير نفسية الطالب ويحفز على يوم جميل ومثمر، فالمدرسة تلعب دورا كبيرا في الجانب التربوي للطلاب، وفي التغلب على خوفهم وتثقيفهم وإعطائهم الدور التشاركي في مجتمعهم.


ويؤكد أن الغرفة الصفية تعتمد على شخص المعلم إن كان لماحا وقادرا على فهم الطلاب وحل مشاكلهم، وزرع الثقة فيهم واكتشافهم، لكن ان كان شخص المعلم غير مهتم بشخصية طلابه أو حتى قراءة شخصياتهم ونفسياتهم وما ينقصهم أو ما يتميزون به سيتأثرون سلبا.
ويؤكد الغزو أن الإذاعة المدرسية هي بوابة النشاطات الأخرى، وهي بوابة اكتشاف الطالب لذاته وما يحب، وما هي قدراته، وكيف يمكن أن يطور من ذاته.
ويستذكر أن الإذاعة المدرسية كانت في إحدى المدارس تبتعد عن الصفوف الأولى لعدم إتقانهم القراءة، لكن بعد قرار مشاركتهم وجدوا من الصغار الجدية والمسؤولية والنشاط وفقرات مختلفة، وحماسا أكبر في طرح أي موضوع.
تبين والدة سليمان أن ابنها البالغ من العمر (7 أعوام) سيشارك في الإذاعة المدرسية للقيام بأداء أنشودة، وأنه متحمس ويقوم بإنشادها ليلا نهارا خوفا من نسيانها.
وتبين أن حماسه كبير بالمشاركة بفقرات متنوعة في الإذاعة، إذ تم اختياره لسرعة حفظه للمعلومات وصوته المرتفع.
أما الطالب فؤاد العمد البالغ من العمر (14 عاما) يؤكد أنه بدأ منذ الصغر، وفي المراحل المدرسية الأولى مشاركته في الإذاعة المدرسية، إذ اكتشف أن صوته جميل في تلاوة القرآن الكريم وقادر على حفظ السور الصغيرة بطلاقة، ما جعله يتقدم لأكثر من مسابقة للتجويد وقراءة القرآن الكريم.
المرشدة النفسية والتربوية رائدة الكيلاني تبين أن الإذاعة المدرسية عنصر رئيسي ومهم في اليوم الدراسي للطلاب، وهذا يرجع لأهمية الإذاعة المدرسية لما تقدمه من فوائد متعددة.
حيث يتخللها فقرات مهمة ومتنوعة ومعلومات عامة مهمة ومتنوعة وبعض الأناشيد الوطنية.
وتصف الكيلاني الإذاعة المدرسية، بأنها من أهم النشاطات اللامنهجية فهي تعتبر إذاعة مسموعة تعتمد بشكل أساسي على تقديم فقرات متنوعة ومتعددة للطلاب بهدف تثقيفهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
وتؤكد أن أهمية الاذاعة المدرسية تكمن في تقوية شخصية الطلاب، وتنمية مهاراتهم ومواهبهم وكسب مهارة الثقة بالنفس والاعتماد على أنفسهم بشكل عام وتنمية أفكارهم، وتساعد الإذاعة المدرسية على تحفيز الطلاب للبحث والتطوير على معلومات جديدة وذات قيمة تفيد الجميع.
كأن يساعد الطالب في إعداد فقرات جديدة بحثا عن إذاعة مميزة وأكثر تفاعلية، بالإضافة إلى أنها تزيد الترابط بين الطلاب والمدرسين بشكل كبير وتصبح العلاقة وطيدة بينهم لمساعدة المدرسين لهم لتقديم كل ما هو جديد ومميز لهم. من خلال النصائح حتى يتم تطبيقها بشكل مثير وممتع خلال الإذاعة المدرسية.
ويتفق الكيلاني والغزو أن الإذاعة المدرسية تساعد على تقوية شخصية الطلاب وعدم شعورهم بالخجل والتوتر والقلق أمام الجميع وإصرارهم على روح التحدي والمثابرة في تقديم أفضل محتوى وأجود أداء بين الطلاب.
وترى الكيلاني أنها تمنحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم بروح المشاركة في تقديم الفقرات وتنمية روح الجماعة فيما بينهم والعمل كفريق واحد بصورة منتظمة، وتقوية اللغة والألقاء، حتى أنها تكشف مواهب جديدة للطلاب فأحيانا يجدون أنفسهم بالمطالعة وحب القراءة والمشاركة بجوائز أخرى على مستوى المملكة، لأن الإذاعة ساعدت على اكتشافهم منذ البداية.
وبدوره يؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي على دور المدرسة والأهل في إنشاء فرص اكتشاف الطالب أو الطالبة لذاتهم، فوجود أهل واعين وداعمين لأبنائهم يهفون عن أخطائهم محاولين دعمهم وتقويم سلوكهم والعمل مع بيئة مدرسية تشاركية وداعمة أيضا ينشئون طالبا متفاخرا بذاتهم لديه مواهب يطورها مما ينعكس على الطالب بشعوره بالثقة بالنفس وإحساسه بأهمية الدور الذي يقوم به.
ويشدد أنه من الضروري تعزيز ثقة الطالب بنفسه وعدم الاستهزاء أو السخرية منه لما ينعكس بعد ذلك على شخصيته بالسلب، كما يجب توخي الحذر دوما من عدم توبيخ الطفل أو انتقاده بشكل غير لائق أمام الآخرين كمنع الاستهزاء به في حال أخطأ أو تلعثم أمام زملائه الطلاب في الإذاعة المدرسية. بل يجب تشجيعه والثقة في قدرته على إنجاز المهمة وأدائها وقدرته على مواجهة التحديات والصعوبات.
ويقول الدكتور الغزو، “لجعل الإذاعة المدرسية ذات فائدة وليست نشاطا واجب الخلاص منه، فعلى المسؤولين عن إعدادها، اختيار فقراتها بعناية إذ تتناسب مع كافة المراحل العمرية ومناسبة بمعلوماتها البسيطة للطلاب”.
إلى ذلك، يتم اختيار موضوعات ثقافية وذات قيمة عالية، والأهم أن لا تكون ذات أفضلية بين الطلاب كمنح فئة معينة فقط للقيام بإلقاء الفقرات الإذاعية، بل يجب إعطاء الفرصة لجميع الطلاب المشاركة بالإذاعة المدرسية. وفق الغزو

JoomShaper