سيدتي - خيرية هنداوي
ما أن تسمع بعض الأمهات تلك الجمل القصيرة الشاكية الغاضبة على لسان طفلها.. الذي يخطو أولى خطواته بالمدرسة حتى تبادر بالرد بجدية وانفعال: " اضربه كما ضربك، خذ حقك.. لا تكون ضعيف الشخصية.. حتى لا يكرر ضربك مرة ثانية وثالثة"!.
وفي الجانب الثاني يُجمع التربويون على أن التربية السليمة والشخصية القوية للطفل تبدأ عندما تمتلك الأسرة الوعي الإيجابي لتأصيل ثقة الطفل بنفسه.. ورسم ملامح شخصيته القادرة على تخطى الصعاب منذ الصغر!


تقرير اليوم يضع بعض النصائح التي يجب على الأسرة اتباعها لتقوية شخصية الطفل.. ومعاً نتعرف على الرد السليم من الأم لطفلها، حين يكرر شكوته ممن يضربونه. اللقاء واستشارية الصحة النفسية الدكتورة منال الشوربجي.
قواعد تربية الطفل
    الابتعاد عن أساليب التنشئة الخاطئة
الابتعاد كالتسلط الزائد، والقسوة والإهمال لمشاعر الأبناء واحتياجاتهم النفسية، التدليل المستمر للطفل، فكل هذه الأساليب تنذر بطفل عدواني أو ضعيف الشخصية.
    الثقة بالنفس
أثبتت الدراسات النفسية أن الطفل يولد وهو يمتلك الثقة بالنفس منذ الصغر بشكل فطري، وتزداد عندما نشجعه على تحمل المسئولية ونحترم أفكاره.
    تحمل المسؤولية
يجب على الأسرة وضع قوانين للمشاركة الإيجابية بالمنزل حسب أعمارهم، كمساعدة الأم في تنظيف المنزل، أو إعداد مائدة الطعام، فالمسؤولية تزيد من ثقة الأبناء في أنفسهم.
    التعبير عن المشاعر
اجعلي أبناءك يعبرون عن مشاعرهم السلبية والإيجابية بكل صراحة، واحترمي هذه المشاعر وأنصتي لهم باهتمام، فذلك يجعلهم لا يخافون، ويلجأون إليك عندما تواجههم التحديات المختلفة.
    ممارسة الرياضة
ممارسة الأنشطة الرياضية وخاصة فنون الدفاع عن النفس، تجعل الطفل يشعر بالشجاعة والقوة والثقة بالنفس، وخاصة عندما يواجه المتنمرين بالمدرسة أو الشارع.
    التوعية
الأسرة لها دور كبير في توعية الطفل وذلك بقراءة القصص والحكايات، التي تثير انتباه الطفل وتشكل له قدوة حول قيم الأمانة والصدق والشجاعة، أيضاً من خلال توعية الطفل بطبيعة المتنمرين وأصدقاء السوء.
هل تدركين أنها..خطوات محسوبة ..لضمان التواصل الإيجابي مع طفلك
"اضرب من يضربك".. جملة مرفوضة
    "خذ حقك.. لا تكن جباناً" وغيرها من الجمل التي يستخدمها بعض أولياء الأمور مع أطفالهم، هي رد الفعل الطبيعي لدى85% من الأمهات، وفي الحقيقة هي جملة مرفوضة وسلوك تربوي غير أخلاقي.
    إذ عادة ما يتعرض كثير من الأطفال بالمدرسة للضرب، بشكل مقصود أو غير مقصود من بعض الطلبة، وعند الشكوى تزداد المشكلة، وذلك عندما يلجأ كثير من الآباء لأساليب خاطئة في التعامل مع الأمر.
    لذا لا بد من تصحيح تلك الأساليب، وعدم استخدام تلك الكلمات والجمل، وألا نقول للطفل على سبيل المثال "أنت جبان.. اضرب من ضربك"، لأننا بهذا القول نطلب من الطفل أن يعتقد أنه بطل- وهو ليس كذلك- وإذا تصرف عكس ذلك فهو جبان!.
    وأمام كثرة شكوى الأمهات من هذا الأمر الذي يحزن قلوبهم على صغارهم بالمدرسة.. البعيدة عن أعينهم، لا بد من إيجاد حل ورد مقنع، يتسم بالأخلاق وعدم الاندفاع.. وهو بث الثقة في نفوسهم.
خطوات لبث الثقة في قلب الطفل
    في هذا المجال يجب على الأمهات اتباع بعض الخطوات المهمة: أولها وأهمها تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتعليمه كيف يأخذ حقه من دون عدوانية أو عنف.
    عند تربية طفلك لا تستخدمي العنف والضرب معه.. وشجعيه على أن يروي ما يحدث له خارج المنزل، خاصة إذا كان يتعرض للضرب من زملائه.
    تعزيز ثقة الطفل بنفسه يأتي من تشجعيه على الأسئلة والحوار دون خوف، فتزداد ثقته بنفسه، وأخبريه بعدم السماح لأحد بانتهاك حرية جسمه؛ سواء بالضرب أو اللمس.
    شجعي طفلك على اللعب الجماعي.. وشاركيه، وقومي معه بلعب الأدوار، يقوم هو بدور المعلم، بينما تؤدي أنتِ دور التلميذ كي تعززي ثقته بنفسه.
    امدحي طفلك أمام الآخرين.. ولا تجعليه ينتقد نفسه أو يشعر بالدونية، لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه.. وحاولي بكل الطرق أن تكسبي طفلك مهارة اتخاذ القرار بنفسه، وساعديه في كسب صداقات جديدة، ودمجه داخل جماعة.
    علمي طفلك طريقة الرفض عند الاعتداء على ممتلكاته وأدواته، ولكن لا تهدديه أو توبخيه لو لم يستطع.. وكيف يواجه الفشل ويتعلم خبرات جديدة.
    تعليم طفلك رياضة يكسبه الثقة بالنفس، ومنها مهارات الدفاع عن نفسه، عليكِ بتصحيح أفكاره الهادمة عن نفسه، وكيفية تقدير ذاته.
    اغرسي في طفلك الإيجابية وحسن التصرف.. عرفي طفلك بإدارة المدرسة أو النادي كي يشعر بالأمن، والرجوع لهم.
    اتخذي رد فعل سريع تجاه الطفل المعتدي على طفلك، حينها سيعلم الطفل المعتدي أنكِ لن تسمحي بتكرار ذلك، فيتجنب طفلك ويبتعد.
    واحذري أن تعليمه سياسية "اضرب من يضربك" لأنه سوف يتخذ سلوك العنف والعدوان تجاهك وتجاه إخوانه فيما بعد.
    علمى طفلك كيف يرد بحزم دون أن يعتدي، رداً سليماً دون استخدام ألفاظ غير لائقة، في الرد على من اعتدى عليه.
    علمى طفلك المسؤولية تجاه أغراضه وأدواته وطعامه، وألا يسمح لأحد أن يأخذ منه شيئاً دون موافقته.
    أخبري طفلك بأن الطفل الذي يعتدي بالضرب على زملائه بالمدرسة أو أى مكان، يعاني من مشكلات سلوكية، وعليكِ التحدث مع الإدارة والاخصائي الاجتماعي.
أسباب ضعف شخصية الطفل
    ضعف الشخصية عند الأطفال يأتي من أسلوب تربية الوالدين للطفل في البيت، ونوعية المدرسة، والمجتمع الذي يعيش فيه.
    التربية الصارمة، أو التربية المتساهلة كلاهما لا يُنشئآن طفلاً ذا شخصية متزنة، لكل نوع سلبياته وإيجابياته، والوسطية هي الأفضل.
    استخدام أسلوب مقارنة طفلك بالآخرين، أو العنف والتهديد، والتسليم بعدم قيام الطفل بالعديد من الأمور، وحمايته بأسلوب زائد عن الحد.
    عدم وجود النموذج، عكس لو كان للأب والأم شخصية قوية ومؤثرة، فسوف يتطبع الابن بالصفات الجيدة.
    لا تستخدمي أسلوب التأنيب؛ لأنه يُضعف من شخصية الطفل إلى حد بعيد، بل ركزي على "التعزيز" والمدح والثناء والاحتضان.
    دعي ابنك يعبر عن نفسه: فهذا سيجعله أكثر ثقة، ويساعده في أن يفكر بمختلف الأمور ليصل إلى الحلول الصحيحة.
=====================
السلامة العاطفية للطفل.. وطرق الحفاظ عليها
    سيدتي - خيرية هنداوي
ينشغل الأهل منذ اللحظة التي يولد فيها أطفالهم بمراعاة صحتهم والاهتمام بزيادة وزنهم.. وكل ما يدعمهم من نظافة ورعاية واهتمام، وكل ما يهم تكوين شخصيتهم وتعديل تصرفاتهم، وبالرغم من كل هذا فكثيراً ما تتجاهل الأم مشاعر الطفل، وتنسى التفكير في السلامة النفسية والعاطفية للطفل وطرق الحفاظ عليها، وهو أمر يحتاج للكثير من الوعي والإدراك والصبر والحكمة.
التقرير التالي.. يوضح معنى السلامة العاطفية، ودور الوالدين في توفيرها ووضع القواعد للحفاظ عليها. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية.
السلامة العاطفية للطفل
    السلامة العاطفية تعني قدرة الطفل على التعامل مع المشاعر والعواطف بشكل صحيح ومتوازن، والتعرف على مشاعر الآخرين كذلك، والتفاعل معها بشكل إيجابي.
    وتعتبر السلامة العاطفية للطفل أمراً بالغ الأهمية، وخير دليل على تطوره الصحي والسعيد.. يمر الأطفال بمراحل تكوين وإعداد لسلامتهم العاطفية منذ نشأتهم، وكلها عوامل تلعب دوراً كبيراً في تكوين هذه السلامة.
    لابد من العمل على تربية الطفل في بيئة سوية وواعية، حتى تنشأ أجيال تحمل عاطفة مستقرة نفسياً وسط المجتمع المحيط بهم.. والعادة أن الطفل لا يشعر بالسعادة طوال الوقت، هناك مشاعر الحزن والخوف والغضب.
    وهنا يأتي دور الأم في تعليم طفلها كيفية التعامل مع مشاعره، وطرق التعبير عنها، من خلال وسائل مقبولة اجتماعياً لا تضر الآخرين، وتتناسب وعمر الطفل ومهاراته.
    وتؤكد الأبحاث أن علاقة الطفل بأمه.. أمر شديد الأهمية؛ لضمان سلامة الطفل العاطفية، ومن دون وجود الثقة في تلك العلاقة، فإن الطفل لن يشعر بالأمان أو الراحة.
    وهذه الثقة تنمو عند الطفل منذ الصغر؛ وتترجم بشعوره بأنه يمكنه الاعتماد على أهله لتلبية حاجاته الأساسية، ومنها الشعور بالأمان، وأن له قيمة، وأنه واثق من نفسه.
تعرفي على.. ما هو الحرمان العاطفي عند الطفل وأعراضه وطرق علاجه؟
دور الأم في الحفاظ على السلامة العاطفية لطفلها
    احرصي على رعاية طفلك والإنصات إليه، واندمجي بفعالية في حياته.
    امنحيه الحب والاهتمام.. ولا تواجهي طفلك بغضب.
    ركّزي على الحالات التي ينبغي أن يعلن طفلك فيها الرفض.
    علّمي طفلك كيف يحافظ على سلامته على شبكة الإنترنت.
    أخبري طفلك بكيفية التعامل مع مشاعره، والتعبير عنها.
    اجعلي في حياة طفلك روتيناً معيناً، يجعله يتوقع ما سيحدث خلال يومه.
    أن تكون القواعد التي يتم وضعها للطفل، مناسبة لعمره ومهاراته وقدراته.
    يجب أن تنتبه الأم جيداً لأي تغيرات سلوكية قد تطرأ على الطفل.
    وإذا واجه طفلك صعوبة في التعامل مع زملائه، عليها ألا تتجاهل الأمر.
    أن تدرك أن طفلها إن ركز على تناول الطعام، فإن هذا قد يعني السمنة.
    وإذا لاحظت الأم تغيراً من الناحية العاطفية على طفلها، فيجب أن تفهم هذا الأمر، لكي تعلم طفلها كيف يتعامل.
    إن رغبة الطفل في الشعور بأنه مستقل وأنه قادر على أن يكون معتمداً على نفسه، عنصر من عناصر السلامة العاطفية.
    على الأم أن تخلق نوعاً من التوازن في علاقتها بطفلها، وتجنب المواجهة معه إذا أمكن، مع الالتزام بوضع بعض الحدود.
    وفي نفس الوقت منح الطفل الخيارات في الأمور المختلفة المتعلقة بحياته.
    ومن المهم أيضاً أن تهتم الأم بصحتها النفسية والعاطفية؛ لأن هذا الأمر سينعكس على الطفل وعلى شعوره بالسعادة.
سبل تحقيق السلامة العاطفية للطفل
    يعتبر الاتصال العاطفي القوي بين الطفل والوالدين أساساً للسلامة العاطفية.
    توفير الحنان والاهتمام والتفاعل الإيجابي مع الطفل، والاستماع إلى مشاعره واحتياجاته.
    وجود بيئة داعمة ومحفزة وآمنة للطفل، يشمل ذلك توفير الرعاية الأساسية.
    أن يتعامل الوالدان بحساسية مع التغيرات وأي من حالات الانفصال التي يمر بها الطفل.
    تعزيز الثقة والاحترام في علاقة الطفل مع الوالدين والأشخاص الآخرين.
    معاملة الطفل بلطف واحترامه، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره ورأيه بطرق مقبولة.
    تعليم الطفل كيفية التعامل مع العواطف السلبية مثل؛ الغضب والحزن والخوف.
    توفير الدعم والتوجيه؛ للفهم والتعبير عن مشاعره بشكل صحيح وبناء.
    تعزيز الاستقلالية والتحفيز، وتشجيع الطفل على تطوير مهاراته الذاتية والاستقلالية.
    ينبغي توفير الفرص للطفل لاتخاذ قراراته الصغيرة، وتنفيذ مهامه اليومية بنفسه.
    تعليم الطفل قيماً ومفاهيم إيجابية مثل التعاون والاحترام والتسامح.
قواعد لإدارة عواطف الطفل وتعامله مع الضغوط
    الحديث مع الطفل عن المشاعر والعواطف المختلفة، وكيفية التعرف عليها وتسميتها.
    يمكن استخدام القصص والرسوم المتحركة لتسهيل هذه العملية.
    تعليم الطفل كيفية التعامل مع الضغوط اليومية بطريقة صحية وفعالة.
    تقديم الدعم والتوجيه للطفل لفهم وتحديد الأولويات واستخدام تقنيات إدارة الضغط.
    أن يكون الوالدان نموذجاً صحياً للطفل في التعامل مع المشاعر والضغوط.
    تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بشكل صحي ومقبول، وذلك من خلال الاستماع إليه.
    احتضان الوالدين لأطفالهما عامل أساسي في نمو الأطفال، نظراً لأثرها الإيجابي طويل المدى على أدمغتهن.
    كما أن العناق، يزيد من إفراز هرمون الأوكسايتوسين بالجسم، كدليل على وجود علاقة صحية بين الوالدين والطفل.
    هذا التواصل الجسدي يساعد الصغار على تجنب الإجهاد والعجز عند الاندماج اجتماعياً، والذي قد يتعرضون له بمرحلة البلوغ

JoomShaper