فريق العمل
ينظر البعض إلى التمرد على أنه إثارة شغب، وإلى المتمرد وكأنه يهوى اصطناع المشكلات؛ إذ يرونه شخصًا لا يحب اتباع التعليمات وبالتالي هو مُسبب للإزعاج لمن حوله. لكن يبدو أن تلك الصورة المتأصلة في الأذهان عن المتمردين لم تعد صحيحة.
ترى بعض الدراسات العلمية الحديثة التمرد شيئًا إيجابيًّا يساعدنا كأشخاص على التطور والنضج بشكلٍ أفضل؛ وذلك لأن الشخصية المتمردة عادةً ما ترى الأمور من منظورٍ مخالف لما يراه أغلب الناس «النظام الطبيعي للأشياء»، وقد يسبب ذلك إزعاجًا للبعض، لكن المتمردين غالبًا ما يتوصلون لطريقة يستخدمون بها تمردهم للأفضل، وهو ما يطلقون عليه التمرد الإيجابي، فما الذي تعرفه عنه؟


سيكولوجية التمرد.. ما الذي يجعل شخصًا متمردًا وآخر لا؟
يجري تصوير المتمردين في السينما وكأنهم شخصيات تقاتل ضد النظام بعد أن عاشت طوال حياتها مضطهدة، وغالبًا ما يسبق عملية التمرد هذه أحداث محفزة تساهم في خلق ذروة الصراع، لكن ما الذي يصنع اختلاف هؤلاء المتمردين عن غيرهم من أعضاء المجتمع نفسه؟ وما الذي يجعل البعض يذهب عكس التيار في الوقت الذي يبدو البقية راضين عن الوضع؟
نجد التعريف من السطح للمتمرد يصوره شخصًا ينهض لمقاومة زعيم أو قائد أو حكومة، لكن هذا التعريف لا يستطيع أن يجيبنا عن ماهية المتمرد حقًّا، وإما إذا كان هناك أية اختلافات نفسية محددة متأصلة داخل بعض أنواع الشخصيات تجعلهم يندفعون للدفاع عن الظلم مثلًا.
يطلق على هذه الشخصيات التي عادةً ما تتخذ مواقف أخلاقية لا تتماشى مع الموقف المجتمعي السائد، في علم النفس اسم «المتمردين الأخلاقيين»، وهم شخصيات لديهم القابلية والاستعداد للدفاع عن مبادئهم في مواجهة العواقب الاجتماعية السلبية المحتملة، مثل الرفض أو النبذ.
يتمتع هؤلاء الشخصيات عادةً بالرضا عن أنفسهم، كما يتمتعون بتقديرٍ عالٍ للذات وثقة بالنفس، خاصةً بشأن قيمهم وقدراتهم في الحكم على الأمور. من هنا يشعر هؤلاء بأن وجهات نظرهم تتفوق على آراء الآخرين، وبالتالي يميلون لمشاركة تلك المعتقدات، نظرًا إلى شعورهم بمسؤولية اجتماعية تجاهها.
من الصعب تثبيط همة هؤلاء الأخلاقيين، فهم لا يخشون الحرج أو الامتثال أمام حشد من الناس، وبالتالي هم أكثر قدرة من غيرهم على القيام بالخطوات الأولى في التمرد أو النضال. إلى جانب ذلك، هناك الكثير من أبحاث علم الأعصاب التي تشير إلى أن المتمردين الأخلاقيين تختلف دماغهم تشريحيًّا عن غيرهم من الشخصيات؛ إذ يظهر عادةً الأشخاص الذين يميلون لأفعال التمرد، زيادة في «المادة الرمادية» بالدماغ، وهي مادة تقع خلف الحاجبين، ومسؤولة بشكلٍ كامل عن الذكريات والأحداث التي أدت إلى نتائج سيئة، وبالتالي تعمل على إرشادنا نحو «التصرف الصحيح» الذي علينا فعله.
لماذا نقول «لا»؟ علم الأعصاب يشرح أسباب «التمرد الأخلاقي»
على الرغم من أن المتمردين هم أشخاص يختلفون تشريحيًّا عن غيرهم، فإن أفعال التمرد تعد من الأفعال المعدية، والتي تتيح للبقية الانضمام إلى الأفعال الثورية؛ إذ تتغير استجاباتنا السلوكية والعصبية من خلال مراقبة سلوك الآخرين.
وبحسب دراسة منشورة عام 2016، لجون أودهيرتي، أستاذ علم النفس ورئيس مركز تصوير الدماغ «كالتك»، فإن «الإقدام على المخاطر» يمكن أن يصبح أمرًا معديًا؛ إذ تزداد قدرة الفرد على الإقدام على المغامرة والمخاطر إن اقترن ذلك بتصرف أحد المعارف أو الأصدقاء؛ وذلك لأن أدمغتنا مبرمجة على التصرف مثل الأقران.
«التمرد الإيجابي» يبدأ عندما تجد في كسر القواعد قيمة
يحكي ستيف جوبز أنه اعتاد على النظر إلى نفسه في المرآة وسؤالها كل بضعة أيام عما إذا كانت تلك هي الحياة التي يريد أن يعيشها، كان يسألها: «هل استيقظ وفعل ما أحبَّه كل يوم»؟ وإن أتت الإجابة بـ«لا» ثلاثة أيام، علم أن عليه عمل تغييرٍ ما في حياته.
بالنظر إلى هذا التمرين النفسي البسيط، فإن ما يفعله ستيف جوبز في تلك اللحظة تحديدًا يبدو تمردًا؛ إذ من خلال سؤال ذاتك هذا السؤال البسيط كل يوم، تتجنب أن تتخذ مسارًا خطأً في الحياة. مسارًا حدده لكَ شخص آخر، ولفهم عملية التمرد بشكلٍ أفضل، فكر فيه وكأنه عملية تغيير في سلوكك أو روتينك إلى شكل مختلف عما هو عليه، وهو تغيير قد يكون إيجابيًّا أو سلبيًّا.
يأتي التمرد بنتائج سلبية عندما يتداخل بشكلٍ ضار مع حياتك اليومية، بأن يجعلك تتصرف بطريقةٍ غير لائقة، أو تندفع نحو تدمير الذات، وهو ما يجده البعض يشبه إلى حدٍ كبير تمرد المراهقين، والذي يبدو محاولةً منهم لإيجاد طريقة للحصول على الاعتراف حتى لو بشكلٍ سلبي، وهو ما تشير إليه الكاتبة إيميلي باب بـ«التمرد الاندفاعي»، وفيه عادةً ما يكون المتمرد شخصًا أنانيًّا، مضطربًا عاطفيًّا وعدوانيًّا، ويرغب في التغيير، إلا أنه لا يعرف ماذا عليه أن يفعل بالضبط. يبدو مثل مراهق أثقلته مشاعر الخوف والكراهية واليأس والوحدة، وبالتالي يندفع عشوائيًّا في الاتجاهات كلها على أمل أن يُحدِث أثرًا؛ وهو ما يُعد نوعًا غير مُنتِجٍ من التمرد، لكنه الشائع. يمتاز بالتدمير الذاتي، ويعد نتيجة لعدم القدرة على التعبير عن الذات.
أما تمرد البالغين، هو نوع مختلف تمامًا، إذ بعكسِ المراهق، يملك الشخص البالغ سيطرةً كبيرةً على حياته، وهو الأمر الذي يجعله يميل لتحويل الأفكار والمشاعر المتمردة إلى دافع لإجراء تغيير إيجابي في الحياة. هذا الأمر يجعل التمرد ذاته يبدو مختلفًا عن الصورة التي اعتدناها عنه.
عن ذلك تشير فرانشيسكا جينو، الأستاذة بكلية إدارة الأعمال في «جامعة هارفارد»، في كتابها «موهبة التمرد»؛ إلى أن النظرة إلى التمرد بوصفه «إثارة شغب» تتغير تمامًا عندما يكون للتمرد قيمة، ويكون مصحوبًا بقضية؛ لأن المتمردين حينها يصبح لهم تأثيرًا إيجابيًّا في المجتمع.
سعت جينو لدراسة المتمردين الناجحين، سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر، وقد عملت على تجميع مئات قصص التمرد الناجحة مُحللة إياها من وجهة نظر «العلوم السلوكية»، وتؤكد فرانشيسكا أن التمرد مهارة خاصة تمتاز بها بعض أنواع الشخصيات، وتجعلهم أكثر إبداعًا من غيرهم، ويميلون عادةً للخروج عن المألوف والمفاهيم التقليدية، إلا أنهم أشخاص يخالفون القواعد من أجل استكشاف أفكار جديدة وإحداث تغيير إيجابي.
رغم ذلك، هذا لا يجعل التمرد بعيد المنال، تختص به مجموعات معينة من البشر عن غيرها؛ إذ تشير الباحثة إلى أن المتمردين عادةً ما يشتركون في خمس نقاط قوة أساسية، هي: «التجديد والأصالة والتنوع والفضول ووجهة النظر»، وهي صفات يمكن لأي شخص العمل على اكتسابها وتحصيلها عن طريق تطوير الذات.
«التمرد ليس سيئًا كما نعتقد».. بل محفزًا للإبداع وقد ينقذ العمل
ربط التمرد بالإبداع ليس أمرًا جديدًا؛ إذ يمكنك استنباطه من بعض تجارب العلماء في العصور القديمة، عندما تمردوا على المفاهيم السائدة للمجتمع في عصرهم وبيئتهم. مثال على ذلك عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي الذي نادى بأن الأرض ليست مركز النظام الشمسي كما كان شائعًا، مما أدى إلى تصادم بينه وبين المجتمع العلمي والكنيسة.
لم يكن جاليليو هو العبقري الوحيد الذي ارتبط اسمه بالتمرد، بل نجد أن عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين قد ارتبط اسمه هو الآخر بالتمرد ضد الأفكار الأرثوذكسية، وذلك بحسب دراسة نشرت في «مجلة علم النفس المهني والتنظيمي»، وهي دراسة تربط ما بين خصائص الشخصية المتمردة والإبداع، وهو ما يجعل التمرد بحسب الباحثين قوة إبداعية داخل مكان العمل، لكنها تحتاج إلى الرعاية والإدارة من أجل توجيهها نحو «التمرد الإيجابي».
في الثمانينيات على سبيل المثال، نجد مجموعة من «مهندسي ناسا» تمكنوا من خلال التمرد في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا في هيوستن، وتغيير نظام التحكم الخاص بـ«حقبة أبوللو» في الستينيات. كان ذلك دون معرفة رؤسائهم، إلا أن هذا «التمرد» قد أنقذ سمعة مركز جونسون عندما تعطل «نظام التحكم الرئيسي»، واستمر «نظام القرصنة» في العمل، وهو النظام الذي صممه المهندسون المنشقون.
فعلى الرغم من أن المنشقين في العمل، غالبًا ما تسعى المؤسسات إلى إدماجهم لمواءمة المنظمة داخليًّا وخارجيًّا، فإن هذا البحث الأخير في وكالة ناسا، قد أثبت أن المؤسسات بحاجة للمزيد من المتمردين والمنشقين؛ إذ بعيدًا عن أنهم مصدر للإزعاج ويشكلون لرؤسائهم عقبة أثناء التعامل في الأوقات الراهنة، فإنهم مستقبلًا بإمكانهم تقديم طرق قوية وغير تقليدية للتعامل مع مشكلات العمل التي تساعد على نمو المؤسسات على المدى الطويل.
من وجهة نظر الدراسة، تحافظ النظم التقليدية على الوضع الراهن كما هو، ولكن ما الذي سيحدث إن تغيرت البيئة التنافسية لسوق العمل وظهرت تحديات جديدة؟ هنا يأتي دور المتمردين؛ إذ يكتشفون التحديات وهي ما زالت عقبات بسيطة تلوح في الأفق، ويتصورون الطرق المختلفة للعمل على حلها؛ وهي الطرق التي غالبًا ما تكون غريبة عن النظم التقليدية للمؤسسات.
كان البحث المنشور على منصة «Mit Sloan» التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يتناول دراسة حالة «وكالة ناسا» في الفترة من 2013 وحتى 2018، مع تحليل الأرشيف التاريخي للوثائق، وذلك بهدف فهم كيفية تحقيق التوازن ما بين الكفاءة في العمل والابتكار، إلى جانب إمكانيات تطوير القدرات الحالية والمستقبلية، وهي الدراسة التي تعرف من خلالها الباحثون إلى حالة مهندسي ناسا الذين عرفوا باسم «القراصنة».
حصل نظام القرصنة الذي صممه مهندسو ناسا، وقاموا بتشغيله عن طريق القرصنة جنبًا إلى جنب «نظام حقبة أبوللو» العتيق، على «جائزة هامر»، التي منحها إليهم نائب رئيس الولايات المتحدة حينذاك، ألبرت آل جور، تقديرًا لجهودهم في إدخال بعض التحسينات على برنامج مكوك الفضاء، والتي وفرت للحكومة حوالي 74 مليون دولار تكاليف التطوير و22 مليونًا أخرى تكاليف التشغيل السنوية.
(لحظة تسلم القراصنة جائزة هامر 7 أكتوبر (تشرين الأول) 1994 – المصدر Space News Roundup)
كان «نظام القرصنة» ملحقًا بالنماذج الأولى للذكاء الاصطناعي والتي كانت مبتكرة حينذاك، كما كان يمتاز بالـ«جرافيك» والألوان، والقدرة على إعادة برمجته بسهولة، وإمكانية إجراء تشخيصات في الوقت الفعلي بناءً على معايير متعددة باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الأولى.
هكذا يمكن أن يساعدنا كسر القواعد على النضج كأفراد
يرى نيكولا سميث، وهو المدير التنفيذي ومؤسس شركة «Rebel and Reason» – مؤسسة تعتمد على التمرد الإيجابي والابتكار لمساعدة الشركات والعلامات التجارية التي تخدمها – أننا نسيء فهم المتمردين. إذ إن كل قطعة أدب وكل اكتشاف علمي غيَّر مجرى حياتنا، لم يحتج إلا فكرة متمردة.
هكذا يشير تقرير «مجلة فوربس»، والذي يجعل من التمرد مهارة لازمة اليوم لسوقِ العمل، في عصر ما بعد «كوفيد-19»؛ إذ لنجاح الأعمال اليوم تحتاج المؤسسات إلى المتمردين الذي لا يخشون الأفكار الجديدة ويستطيعون خلق حلول مبتكرة لتجاوز المشكلات، وخير دليل على ذلك بحسب التقرير، أسس العمل عن بُعد اليوم، والتي أعادت تشكيل عالم جديد للأعمال في المستقبل.
الحقيقة هي أن كل جيل يتمرد بطرقٍ مختلفة، ويحاول إسماع صوته للجيل الفائت، لأن ذلك بالنسبة إليهم لحظة «انتصار» وإثبات لذواتهم. هذا التمرد ليس بالضرورة تصرفات مراهقة وطائشة كما تصورها لنا الصورة السائدة، بل من الممكن أن يصبح أفكارًا براقة تساعدنا على اكتشاف هويتنا واكتساب الثقة والقدرة على مواجهة التحديات.
عادة ما تبدأ نزعات التمرد لدينا كأشخاص في فترة المراهقة، تلك الفترة التي ننفصل فيها نفسيًّا عن آبائنا، في محاولة منا لفهم ما الذي يجعلنا أشخاصًا مميزين، وعلى الرغم من أن بعض الآباء يحكمون على جودة الأبوة من عدمها بمقارنة طاعة الأطفال، فإن تربية طفل مطيع بلا تفكيرٍ عقلاني، هو مسار قلق لا فرحة.
إذ من الممكن للآباء تنمية مستوى صحي من التمرد في حياة أطفالهم من أجل نمو عاطفي أفضل، يساعدهم على النضج؛ عوضًا عن نظم «التربية الصارمة»؛ التي لا تجعل تمرد الأطفال يتلاشى، بقدر ما تهبهم إحساسًا زائفًا بالذات يعتمد على نظام المكافآت. هم يمتثلون امتثالًا كاملًا للقواعد لأن الطاعة تمنحهم إحساسًا بالذات وتجعلهم يشعرون بالتقدير.
تخمد أسس التربية الصارمة فضول الأطفال وحسهم الفطري بالمغامرة، وهي مهارات يمكن المحافظة عليها من خلال نظم تربية بديلة تساعد الأطفال على التمرد الصحي، وتجعل من تعبيرهم عن آرائهم شيئًا طبيعيًّا، لن يعاقبوا عليه.
«التمرد» دليل نفسي ضروري على الإبداع، بحسب الطبيب النفسي بجامعة هارفارد، ألبرت روثنبرج، الذي قضى أكثر من خمسة عقود من حياته في دراسة الأفراد الذين قدموا إسهامات مبدعة في الأدب والعلوم والفنون، سعيًا منه لفهم الدافع وراء إبداعهم، وهو جزء من مشروع بحثي أوسع، أجرى في سبيله المقابلات، والدراسات التجريبية، وعمد إلى تحليل الوثائق.
أجرى روثنبرج مقابلات مع 22 من الحاصلين على جائزة نوبل، وقد اكتشف أن كل شخص منهم كان مدفوعًا برغبة عاطفية كبيرة لإحداث تغيير وعمل شيء جديد. لم يفكر أي من هؤلاء في الامتثال للقواعد السائدة، لم يخشوا الخروج عن المألوف، بل حاولوا رؤية الأشياء من منظور عقلي جديد بدلًا من اتباع القواعد بشكلٍ أعمى. المثير للاهتمام – بحسبه – أنه وجدهم شخصيات مختلفة ومتمردة.
لتأكيد فوائد التمرد، أجرى فريق بحثي بقيادة باراسكيفاس بيترو استطلاع رأي لأكثر من 156 موظفًا، وكانت الأسئلة تتراوح ما بين القدرة على التمرد واتخاذ قرارات مبدعة في العمل، وحينها وجد الباحثون أن الأفراد الذين لديهم قدرة على كسر القواعد كانوا أكثر إبداعًا كما توقع روثنبرج في بحثه.
رغم ذلك، اعتمدت التأثيرات الجيدة على سمات أخرى، فالأشخاص الذين ارتبط لديهم التمرد بأن يتبعه تأثير إيجابي في عملهم، كانوا الأكثر اهتمامًا بالنمو الشخصي، كما كانت لديهم القابلية الأكبر لاحتمال الفشل أيضًا؛ إذ كان هؤلاء الأشخاص هم الأكثر اهتمامًا بمؤسستهم ورسالتها، ولذلك هم مدفوعون نحو التمرد البناء.

JoomShaper